في اعتراف رسمي إيراني يخرج إلى النور لأول مرة، كشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري عن وجود ما يقرب من 200 ألف مقاتل مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني موجودين في 5 دول هي سورياوالعراق واليمن وباكستان وأفغانستان والتي تعيش جميعها اضطرابات وحروب دائرة على مدار سنوات، فيما دعا الشباب الإيراني للمشاركة في الحرب بسورياوالعراق واليمن. وكالة مهر للأنباء الحكومية الإيرانية أفادت أن جعفري في كلمة له في مراسم تأبين حميد رضا أسد اللهي الذي قُتل في سوريا نهاية 2015، في حلب، أوضح أن الثورة الإسلامية وولاية الفقيه ووجود قائد الثورة الإسلامية من النعم الإلهية الكبرى.
جعفري اعتبر أن التحولات بمنطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة إيجابية ولصالح الجمهورية الإسلامية، وأكد أن ذلك يستتبع تجهيز جيل من الشباب الإيراني لدعم الثورة الإسلامية لافتًا إلى أهمية حضور الشباب الإيراني في معارك سورياوالعراق واليمن.
العميد أحمد رحال القيادي في الجيش السوري الحر أكد لصحيفة "لشرق الأوسط" أن الحرس الثوري له دور كبير في المعارك الدائرة في سوريا، وقال إن عدد ضباط وعناصر نخبة الحرس الإيراني زادت بشكل كبير في سوريا بعد التدخل العسكري الروسي، إلا أن دورها القيادي تراجع لحساب الروس.
مصادر متابعة للملف الإيراني أكدت أن خسائر إيران البشرية في دعمها للرئيس السوري بشار الأسد تزايدت خلال الشهرين الماضيين لتتجاوز 18% من الخسائر الإجمالية لجنودها في المعارك الدائرة في سوريا منذ 5 سنوات مضت.
وقال خبير في الشئون الإيرانية للشرق الأوسط إن الحرس الثوري يعمل في سوريا عبر مستشارين عسكريين يمسكون بمفاصل غرف العمليات، مضيفاً أن مقاتلي الحرس في سوريا ليس لديهم قدرات تنظيمية مع أنهم يمتلكون خبرات قتالية.
وفيما يخص عمل الحرس في العراق قال الخبير للصحيفة إن هناك ما يقرب من 23 ألف متطوع إيراني يعملون ضمن 5 فصائل تابعة للحشد الشعبي جرى تدريبها في محافظات "واسط، والعمارة، والمثنى" العراقية من قبل قادة إيرانيين ويدفع الحرس الثوري رواتبهم.
ويعمل الحرس الثوري الإيراني خارج حدود إيران ب"فيلق القدس" الذي يترأسه الجنرال قاسم سليماني، ويرتبط بالمرشد الأعلى علي خامنئي، وكان الحرس الثوري يضم 4 قوى أساسية هي القوات البرية والبحرية والجوية والقوة الصاروخية ثم استحدث أخيراً "قوة الردع الإليكتروني والاستخباراتي والثقافي".
فيما يقوم الحرس الثوري الإيراني بتدريب الشباب في معسكرات "الإمام علي" في شمال طهران، و"أمير المؤمنين" في كرج غرب طهران، وفي "مرصاد" شيراز الذي يعتبر من أهم مراكز تدريب المقاتلين الأجانب، ومنهم عرب وأفغان وشيشان، وتضم كل وحدة تخضع للتدريب 10 أفراد فقط، حفاظا على "السرية والأمان"