علماء يفتون بحرمة المشاركة في الحرب سُنة إيران يرفضون محاربة السوريين تعيش إيران في هذه الأيام انقساما كبيرا حول الحرب في سوريا حيث انتفض السُنة في البلاد من أجل رفض محاربة إخوانهم في سوريا بعد أن أفتى علماء السنة بتحريم المشاركة في قتل السوريين مع العدو الروسي. ق.د/وكالات أفتى جمع كبير من مشايخ السنة البارزين في إقليم بلوشستان السني بإيران بحرمة الانضمام إلى فيلق قدس الإيراني للمشاركة في الحرب الدائرة بسوريا والقتال إلى جانب قوات النظام السوري. وقال الشيخ محمد حسين كركيج إمام الجمعة وزعيم أهل السنة والجماعة في مدينة (آزاد شهر) السنية في إيران: (إنه وفقا للأحداث والمشاهد الأخيرة التي رأيناها في سوريا فإنه لا يوجد أي عالم رباني يفتي بقتل المسلمين في سوريا). وأضاف كركيج: (على الشعوب في إيران وأهل السنة والجماعة أن يحافظوا على أصالتهم في وجه الضغوطات التي يواجهونها من قبل بعض الجهات ولا يحق لأي فرد من أهل السنة في إيران أن ينضم للمليشيات المسلحة ويصبح مرتزقا بيد الأجانب لقتل إخواننا بسوريا) في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني. ومن جانب آخر أصدر الشيخ عبد السلام ملا زادة إمام مسجد النبي في مدينة أيرانشهر وأحد أشهر علماء السنة في إيران فتوى تؤكد حرمة المشاركة بجانب الحرس الثوري الإيراني في الحرب السورية. وقال ملا زادة: (هناك في سوريا أصبح المسلمون يقتلون المسلمين والطرفان يقرّان بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا يحق لأهل السنة في إيران الذهاب إلى سوريا لقتل المسلمين هناك لأن الصورة من سوريا أصبحت لدينا واضحة اليوم). وهاجم في الوقت ذاته التدخل الروسي في سوريا وقال: (التدخل الروسي في سوريا ساهم بتدمير وقتل الشعب السوري المسلم والأعزل.. والولايات المتحدةالأمريكية شريكة في هذه الجرائم التي ترتكب هناك). ومن جانبه حرم الشيخ عبدالقدوس دهقان وهو عالم آخر من علماء السنة في إيران المشاركة في قتل الشعب السوري عن طريق الانضمام للحرس الثوري الإيراني والذهاب إلى سوري وقال: (بإجماع كافة علماء المسلمين فإن قتل المسلم لأخيه المسلم قطعا حرام). واعتبر دهقان بشار الأسد والمليشيات التي تقاتل بجانبه من أعداء الإسلام وقال: لا يوجد أي عالم فقيه أصدر فتوى ليجيز المشاركة بجانب أعداء الإسلام في سوريا بحسب تعبيره. وأشارت مصادر مطلعة إلى انضمام العديد من الشباب البلوش السنة الذين ينحدرون من القرى الفقيرة والمهمشة في جنوب إقليم بلوشستان السني إلى قوات الحرس الثوري الإيراني للمشاركة في الحرب السورية. وأضافت أن الحرس الثوري الإيراني قام بدفع رواتب مغرية للعوائل الفقيرة هناك لجذب الشباب العاطل عن العمل للمشاركة في القتال كما أنه تم إعطاؤهم وعودا بتوظيف شخص واحد من كل عائلة ترسل أبناءها للقتال مع النظام السوري. يذكر أن أقليم بلوشستان السني يعاني من الفقر والتهميش السياسي في إيران ويتهم البلوش النظام الإيراني بإقصائهم وسلب حقوقهم بدوافع قومية ومذهبية ويقدر عدد البلوش السنة من ثلاثة إلى أربعة ملايين نسمة في إيران. خلافات إيرانية- سورية من جانبه كشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري عن خلاف إيراني روسي بشأن بشار الأسد في سوريا وأنها غير سعيدة ب(المقاومة الإسلامية) في سوريا في إشارة واضحة إلى حزب الله والمليشيات الإيرانية هناك. وفي كلمه له في جامعة طهران في ملتقى (مناوءة أمريكا بعد الاتفاق النووي) قال إن (روسيا تقدم المساعدة في سوريا على أساس المصالح المشتركة غير أنها ليست سعيدة بالمقاومة الإسلامية وليس من الواضح أن مواقف روسيا تتطابق مع إيران بشأن رئيس النظام السوري بشار الأسد). وبحسب ما نشرت مواقع إيرانية عديدة عن كلمة جعفري فقد أوضح أن (المقاومة السورية تعتمد على بشار الأسد ولا يمكن تجاهل ذلك الأسد يؤمن بجبهة المقاومة والوقوف ضد المتغطرسين والغرب ولا نرى بديلا للرئيس السوري بشار الأسد ونعتبره خطا أحمر وتجاوزه ممنوع). وعلى الطرف الآخر حذر جعفري من أن التفاوض مع أمريكا مساو للتغلغل الأجنبي في البلاد محذرا من أن البعض في الداخل الإيراني لم يدركوا بعد خطر التفاوض مع الأمريكان. وأشار قائد الحرس الثوري إلى أن (الثورة الإسلامية) في خطر وأن (الأعداء) يحاولون زعزعة الأمن ووضع القيود على إيران. وعن الساحة العراقية أكد جعفري أن نظرة العراقيين إلى إيران تغيرت بعد ظهور تنظيم الدولة وأن دخول إيران إلى المعركة في العراق ينطلق من (رسالة الدفاع المقدس). وبشَّر جعفري بأن توحيد قلوب شعوب العراقوسورياوإيران سيمهد الأرضية لظهور (الإمام المهدي). وأوضح أن (عظمة إيران) التي يتحدث عنها العالم هي نتاج اتباع (الطريق الإلهي) والتمسك بمبادئ الثورة الإسلامية.