دعا القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري إلى إلغاء الحدود بين كل من العراق ولبنان وسوريا، والتي تصفها طهران ب"محور المقاومة". وكشف جعفري أسباب التدخل الإيراني في سوريا، حسب وجهة نظره، مؤكدا أن بلاده تحارب هناك دفاعاً عن أمنها الداخلي، ورابطاً مصير النظام الإيراني بنتائج الحرب التي بات كل من إيران وروسيا طرفين مباشرين فيها. وحسب وكالات الأنباء الإيرانية، فقد كان جعفري يتحدث في مدينة الأهواز العربية يوم الأربعاء الماضي في اجتماع مع عوائل جنود وضباط الحرس الثوري والباسيج الإيرانيين الذين سقطوا قتلى في سوريا، وقال إن "أسباب التواجد العسكري الإيراني في سوريا للحفاظ على أمن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، زاعما أن الحرب في سوريا ستحدد "مستقبل الإسلام والعالم"، على حد تعبيره. وواصل جعفري مدعياً أن إيران منهمكة في الدفاع عن حدودها، التي تبعد آلاف الكيلومترات عن سوريا، مضيفاً أن "أميركا لن تستطيع مواجهة الدول الإسلامية"، ويقصد هنا التلويح بالورقة العسكرية ضد إيران قبل التوصل إلى الاتفاق النووي معها. وكما ذكرت تقارير عدة رغم أن طهران تدعي أن دعمها لنظام بشار الأسد ينحصر في تقديم الخدمات الاستشارية، إلا أن إيران فقدت الكثير من كبار قادتها العسكريين في الحرب الدائرة في سوريا، وكان أبرزهم الجنرال حسين همداني. كما سقط خلال شهر نوفمبر الماضي وحده على أرض سوريا ما يقارب من 30 قتيلا من منتسبي الحرس الثوري الإيراني وعناصر باكستانية تابعة لميليشيات "زينبيون" وأفغانية تابعة لميليشيات "فاطميون"، وبهذا يصبح عدد القتلى من الإيرانيين والباكستانيين والأفغان حوالي 80 جنديا وضابطا، وكان أبرزهم أخيرا بطل إيران في الجودو "مصطفى شيخ الإسلامي". إلغاء الحدود بين دول "محور المقاومة" وعزى جعفري التواجد العسكري الإيراني في سوريا إلى سبب آخر أيضا، حسب زعمه، وهو إلغاء الحدود بين الدول التي أطلق عليها مسمى "دول المقاومة" بغية تحقيق "الوحدة الإسلامية". وتصف إيران كلا من العراقوسوريا ولبنان بأنها "دول المقاومة" التي تشكل الجبهة المزعومة للمواجهة. وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى كشف في أكتوبر الماضي عن تواجد 2000 جندي إيرانيبسوريا، في حين تؤكد المعارضة السورية أن حوالي 25 ألف عسكري إيراني متواجدون في سوريا للدفاع عن نظام بشار الأسد. وتفيد المصادر الأميركية أن القوات الإيرانية تساهم في المعارك الدائرة في أطراف حلب إلى جانب الجيش السوري، في حربه ضد الثوار وبالتنسيق مع القوات الروسية.