تراجعت أسعار النفط، أمس، في العقود الآجلة متأثرة بارتفاع العرض البترولي وارتفاع الدولار وانخفاض أسواق الأسهم الآسيوية، لكن تراجع إنتاج النفط الأمريكى ساهم في الحد من خسائر الأسعار في بورصتي لندنونيويورك. وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم جوان 2016 بحوالي 45 سنتا إلى 39.3 دولار للبرميل، وكانت عقود ماي التي انتهى تداولها يوم الخميس الماضي قد سجلت ارتفاعا بحوالي 30 سنتا عند التسوية لتصل إلى 39.60 دولار للبرميل، وارتفع برنت نهاية الثلاثي الأول من السنة الحالية، مسجلا أول زيادة فصلية له منذ ارتفاعه 15% في الربع الثاني من 2015. إلا أن الزيادة تظل ضعيفة مقارنة مع المعدل المسجل سنة 2015 و2014 بالخصوص، وهو ما يضع العديد من البلدان المصدرة على المحك، مع توقع متوسط سعر نفط ضعيف جدا هذه السنة. في السياق نفسه، تراجع الخام الأمريكى “ويست تكساس انترميديات” بحوالي 50 سنتا إلى 37.3 دولار للبرميل، بعدما زاد سنتين عند التسوية الخميس الماضي، وارتفع سعر الخام نحو 4٪ خلال الفترة بين جانفي ومارس 2016، وفقد سعر البرميل في بورصة نيويورك حوالي 1.01 في المائة من قيمته في تداولات يوم أمس. وتتأثر أسعار البترول بفعل عدد من العوامل التي أضحت هيكلية، منها التخمة في العرض النفطي، حيث لاتزال دول منظمة “أوبك” تتجاوز بكثير سقف إنتاجها الذي بلغ حدود 32.3 إلى 32.4 مليون برميل يوميا، لاسيما مع النمو المتزايد للإنتاج الإيراني ومستويات الإنتاج السعودي، رغم تسجيل انخفاض في إنتاج كل من ليبيا ونيجيريا، ويخيم هذا العامل على التحضيرات الخاصة بلقاء منتجي النفط المرتقب في الدوحة بقطر في 17 أفريل الجاري للاتفاق على تثبيت محتمل للإنتاج. ويساهم تقلب سعر الدولار أيضا في إضعاف الأسعار، إذ كلما ارتفعت قيمة صرف العملة الأمريكية، كلما تأثرت أسعار النفط سلبا. غير أن عوامل أخرى ساهمت في تقليص حجم الخسائر في السوق، لاسيما الانخفاض المسجل في إنتاج النفط بالولايات المتحدة، حيث بلغ 9.17 مليون برميل يوميا وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2014، ويرجع ذلك إلى توقف نشاط بعض الحقول غير التقليدية بالنظر إلى ارتفاع التكلفة موازاة مع انخفاض أسعار النفط التي أضحت بعيدة عن معدلات التكلفة في العديد من حقول النفط الصخري بأمريكا الشمالية على العموم، ولكن أيضا في عدة بلدان أخرى منتجة للنفط التقليدي.