دافع رجل الأعمال الجزائري، اسعد ربراب، عن استثماراته سواء في الجزائر أو خارجها، وقال إن أولوياته حينما “يتم الاستثمار في الخارج أن يعود ذلك إيجابا على مشاريع سفيتال في الجزائر”. تحدث اسعد ربراب، رئيس مجمع سفيتال، لصحفيين رافقوه إلى “بيومبينو” الإيطالية، التي حاز بها على جائزة شخصية سنة 2016، سهرة أول أمس، عن أولوياته من وراء الاستثمارات الكثيرة التي أطلقها في أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا قائلا: “أولوية أولوياتي حين استثمر في الخارج أن يعود ذلك بالإيجاب على نمو أعمال سفيتال في الجزائر”. وكان ربراب في حديثه يرد على انتقادات طالت توجهه الاستثمار بقوة في الخارج، وقدم مقاربات ما بين بعض المشاريع في فرنسا وأخرى في الجزائر “لقد أتممنا صفقة أوكسو في فرنسا وحافظنا على 288 منصب شغل، وفي الجزائر 3000 عامل”، مضيفا “نفس الأمر مع مصنع علامة براند في سطيف، الذي سيكون أكبر ورشة في البحر الأبيض المتوسط.. نعم الأكبر”. وفي هذا الخصوص قال اسعد ربراب “يوم 23 ماي المقبل سننظم ندوة صحفية في سطيف حول هذا المشروع”، وتابع “أقول الأكبر في المتوسط لأنه سيوظف 7500 عامل”. وبدت شروحات ربراب حول مصنع براند في سطيف كأنها ردود على اتهامات رسمية لاحقت المشروع قبل أسابيع قائلا: “مشروع سطيف أنجزه 275 عامل كلهم جزائريون بنسبة 100 بالمائة.. لم يكن بينهم عامل أجنبي إلا مستشار فرنسي واحد ممن رافقنا في نقل الخبرة”.
وشرح في سياق شبيه “اليوم في كل بلدان العالم الكل يبحث عن خلق مناصب الشغل، في أوروبا مثلا ليست الأموال ما ينقصهم... إنهم يبحثون عن الثقة”، وأضاف “أظن أن الجزائر تملك بدورها الفرصة لأنها تشهد ديناميكية وهي بحاجة لخلق مناصب شغل... الجزائر تملك كل الإمكانيات الآن لتحقيق نمو يفوق العشرة بالمائة”. ويقدم رجل الأعمال الجزائري خارطة أرقام مقلقة حول الوضع الاقتصادي في الجزائر: “بعد تسع سنوات سيصبح تعداد السكان 50 مليون نسمة، بينهم 10 ملايين طالب شغل جديد، فمن الطبيعي القلق للبدء في تصحيح الوضع نظرا لوضعية مواردنا الطاقوية، وهو أمر قد يمتد حتى 2025”، داعيا إلى خلق جو من الثقة “في البرازيل استقبلني كل الوزراء في يوم واحد لأنهم على ثقة تامة مع من يتعاملون”.
وعلى هذا الأساس أفاد رئيس مجمع “سفيتال” بأن مشروع مصنع الحديد والصلب في “بيومبينو” الإيطالية يصب في هذه الاستراتيجية، ومعلوم أن ربراب يستعد لإعادة هيكلة المصنع بنقل جزء كبير من المعدات نحو مجمع ماريبا في البرازيل، قبل توقيع عقد الفرن الجديد الشهر المقبل، ووفق خطة “سفيتال” سيضاف لأرضية مصنع الحديد والصلب في “بيومبينو”، قاعدة للصناعات الغذائية وأخرى للوجستيك والحاويات، نظرا لموقع الميناء في بوابة المتوسط في الساحل الغربي لإيطاليا، والذي يعد جزءا من مصنع “أفاربي” المملوك لسفيتال.