دعا، أمس، اسعد ربراب الرئيس المدير العام لمجمع «سيفتال» إلى فتح نقاش إقتصادي معمق والاصغاء للفاعلين والمتعاملين الاقتصاديين، من أجل التوصل إلى صيغة حقيقية يقلع بها الاقتصاد الوطني عن طريق خلق الثروة واستحداث مناصب الشغل، وطرح ثلاث تحديات قال أن الجزائر مطالبة بمواجهتها، كاشفا عن سلسلة من مشاريعه الاستثمارية بالعديد من الدول الإفريقية. قدم اسعد ربراب، الرئيس المدير العام، لمجمع سفيتال في منتدى جريدة «دي كا نيوز» تشريحا دقيقا للتحديات التي يفترض أن تواجهها الجزائر على الصعيد الاقتصادي، وحددها باستحداث مناصب الشغل وامتصاص البطالة وكذا التحضير الجيد لمرحلة ما بعد البترول وكذا تحقيق الأمن الغذائي . بدا ربراب مقتنعا أن الإدارة لا تخلق مناصب شغل والرهان ينبغي أن يكون على خلق الثروة من خلال استحداث المؤسسات التي بدورها تستقطب اليد العاملة، وحسب الاحصائيات التي قدمها يرى أنه من المفروض إلى غاية عام 2020 أن تستحدث الجزائر سنويا ما لا يقل عن 1,2 مليون منصب شغل جديد في ظل تسجيل 10 ملايين طلب منصب شغل، وكون نسبة البطالة تناهز 10 بالمائة، بينما تقدر نسبة البطالة وسط الشباب 35 بالمائة، واغتنم ربراب الفرصة ليؤكد على ضرورة معالجة البطالة، قبل أن تستفحل في ظل توفر جميع الشروط في الوقت الراهن من خلال خلق الثروة، وباستحداث المؤسسات على اعتبار أن ثروة البترول ملك للأجيال . وطرح المسؤول الأول على مستوى مجمع «سفيتال» رؤيته لاستحداث أكبر قدر من مناصب الشغل، ويرى أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال تفعيل الإنتاجية في عدة قطاعات على غرار قطاع الكهرومنزلي كون الجزائر تعد سوقا كبيرة تغزوها السلع الأجنبية خاصة منها الصينية، ووصل إلى قناعة أنه إذا لم نتمكن من تكريس استثمارات على صعيد محلي لا نستطيع أن نكون منتجين وننافس المنتوجات الأجنبية التي تطرح على الأقل في أسواقنا، ويستحيل، حسبه، الدفاع عن أسواقنا إذا لم نكن منتجين ولدينا القدرة على المنافسة، وقال ربراب في سياق متصل أن السوق الجزائرية لها قدرة على استيعاب ما يناهز 75 ألف طن سنويا من السلع. وخلال تطرقه إلى ورشات البناء، اقترح منحها للمؤسسات الجزائرية ومرافقتها من بعد ذلك بالتكوين، وذكر في ذات المقام أنه من بين 14 ألف متعاون في قطاع البناء تبين أن الجزائري مؤطر ومكون بشكل جيد، ملحا على التأطير وانتهاج التخصص وتحويل الخبرة الأجنبية لنظيرتها المحلية . وبخصوص تحدي التحضير لمرحلة ما بعد البترول ألح على تبني حل خلق الثروة، أمام توقعات تسجيل زيادة في عدد السكان في الجزائر مترقبا أن تناهز ال 850 ألف نسمة سنويا خلال الأربع سنوات المقبلة على أن يرتفع ذات الرقم إلى 1 مليون نسمة بعد تلك الفترة، بينما في آفاق عام 2025 يتوقع أن يقفز تعداد سكان الجزائر إلى 50 مليون نسمة مرشحا ارتفاع حجم الاستهلاك في الكهرباء والغاز والبترول والمواد الواسعة الاستهلاك، وخلص الرئيس المدير العام لسفيتال إلى القول أنه إذا لم يتوصل إلى بديل عن ثروة البترول، فإننا سنواجه خطر العجز في تسديد فاتورة كل ما نستورد ونستهلك. وفيما يتعلق بتحدي الأمن الغذائي وقف على إرتفاع في أسعار القمح بشكل مضاعف تقريبا منذ سنة 2007، وذكر أن الدول التي يشكل عدد سكانها نصف سكان العالم على غرار الصين والهند والبرازيل وأندونسيا والمكسيك إرتفع إستهلاكها نتيجة ارتفاع القدرة الشرائية وهذا ما انعكس بدوره على الأسعار . ودافع عن المقاولين الجزائريين والمتعاملين الاقتصاديين وطالب بتشجيعهم ووضع الثقة فيهم من أجل خلق الثروة وفتح مناصب الشغل، مشددا على الحاجة إلى فتح نقاش للإصغاء للفاعلين إقتصاديا، ودعا إلى تفعيل تنظيمات أرباب العمل المقدر عددها ب 17 منظمة ولم يخف أنها لا تؤثر في اتخاذ القرار الاقتصادي . وفي رده على سؤال حول مشاريع مجمع سيفتال خارج الوطن لم يخف الرئيس المدير العام ربراب أن المجمع لديه مشاريع إستثمارية في عدة دول إفريقية من بينها السودان وإثيوبيا والمزنبيق وكينيا وجيبوتي، وبخصوص مشروع مصنع السكر بمالي، أوضح أنه لم يتعد مرحلة التفاوض وينتظر أن يستقر الوضع الأمني هناك حتى يتقدم أكثر.