تتواصل مأساة عائلتي سعودي وبطيش بوادي سقان بميلة في غياب أي معلومات عن ضحاياهم الأربعة في حادثة تحطم الطائرة المصرية، الخميس الماضي، في عرض مياه البحر الأبيض المتوسط، حين كانت متوجهة من باريس نحو شرم الشيخ. أجواء من القلق تخيم على أفراد العائلتين، لاسيما عائلة بشير سعودي والد نهى القاطنة بحي “الديانسي” بميلة، التي تقاسمت معها “الخبر” أمس حزنها وقلقها. قلب الوالد بشير معلق بمصر، حيث يوجد ابنه سعيد الذي تنقل إلى القاهرة أمس الأول لمتابعة القضية عن كثب، بعد أن تلقى كل التسهيلات من قبل السفارة المصرية. الاتصالات لا تكاد تتوقف، يقول والد نهى، ولا جديد يذكر ما عدا الحديث عن ندوة صحفية تعتزم السلطات المصرية المكلفة بالملف تنظيمها فور الحصول على أي جديد. هذا كل ما قاله سعيد لأبيه. الحزن يمزق أحشاء كل أفراد العائلة، وقلب الأم يحترق من شدة الصدمة وتأخر وصول معلومات جديدة عن فلذة كبدها وحفيديها. كما أن وفود المعزين لا تنقطع عن تلك الخيمة التي نصبت لذات الغرض، وتضامن كبير من قبل المواطنين الذين أعربوا عن تعاطفهم مع عائلتي الضحايا. الزوج بطيش فيصل، 36 عاما، ينحدر من بلدية وادي سقان بولاية ميلة، يمتهن التجارة بمدينة أوجي الفرنسية، وهو من عائلة مغتربة ويحمل جنسية مزدوجة، أما الأم فهي سعودي نهى من مواليد 1988 بميلة حاملة شهادة ليسانس ترجمة، تزوجت بفيصل منذ أربع سنوات ورزقهما الله بولدين هما محمد (عامان ونصف) والرضيعة جمانة (سبعة أشهر). ولدى عائلتي الضحايا بميلة ووادي سقان شعور بالخيبة والاستياء، أوليس الضحايا جزائريين؟ عكس الهبة التي كانت من سلطات دول أخرى سارعت لتقديم التعازي لعائلات الضحايا عقب الحادثة مباشرة، يقول طارق، أحد أفراد العائلة، مضيفا “ما يؤلمنا، الغياب التام للسلطات الرسمية الجزائرية سواء من قبل الحكومة أو السلطات المحلية التي لم تكلف نفسها عناء تقديم واجب العزاء أو الاتصال بالعائلة لتحسيسها على الأقل باهتمام السلطات بالقضية”. عائلتا سعودي وبطيش لازالتا تحت الصدمة وفي حالة ترقب متواصل لما سيأتي من القاهرة عن طريق الابن سعيد الذي تنقل وحيدا وبإمكانيات خاصة، دون أدنى تكفل من السفارة الجزائرية بمصر، حسب أقوال العائلة. وكلما رن الهاتف تحرك قلب الأب المتحرق لسماع خبر عن جثث الضحايا، ليبقى الابن سعيد المصدر الوحيد للعائلة لمتابعة مستجدات الحادثة، في ظل غياب معلومات من الجهات الرسمية الجزائرية.