بغياب الاسرائيليين والفلسطينيين، ومن اجل اعادة تعبئة المجتمع الدولي لايجاد تسوية نهائية للنزاع بينهما، عقد مؤتمر باريس يوم الجمعة بحضور ممثلي ثلاثين دولة ومنظمة دولية. رئيس الجمهورية الفرنسي فرانسوا هولاند اقر بوجود شكوك تحيط بآلية مبادرته هذه خاصة لدى اسرائيليين الذين يشددون على اجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين. وقد برر وزير خارجيته جان مارك ايرولت قائلاً إن الحوار المباشر بين طرفي النزاع لا يتأتي بنتائج واضاف. وحذر من ان الحل القائم على مبدأ الدولتين في المنطقة هو في “خطر جدي” و“الوضع بات قريباً من نقطة اللاعودة”. واضاف “وعدت ان تبدأ هذه الاعمال قبل نهاية هذا الشهر، كل الآراء والنوايا مرحب بها وهدفنا هو جمع الجهود والتوصل لحزمة متكاملة من الحوافز والضمانات لتقديمها للاسرائيليين والفلسطينيين خلال مؤتمر دولي سيعقد قبل نهاية العام”. وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني حذرت من تلاشي الآفاق التي فتحتها اتفاقية اوسلو التي ابرمت عام 1993. هذه الاتفاقية صاغها إسحق رابين وياسر عرفات وتهدف إلى قيام دولة فلسطينية على أراض تحتلها إسرائيل خلال خمس سنوات فيما عرف بحل الدولتين. وصرحت للصحفيين قائلة إن “سياسة التوسع الاستيطاني وعمليات الإزالة والعنف والتحريض تكشف لنا بجلاء أن الآفاق التي فتحتها أوسلو عرضة لأن تتلاشى بشكل خطير”. ثم اضافت “ما زلنا نشير الى عملية السلام في الشرق الاوسط لكن في الواقع في هذا اللحظة لا توجد عملية سلام على الاطلاق لذا دور وواجب المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي قبل كل شيء هو اعادة خلق ظروف لاطلاق عملية السلام “. لاجراء وبدء عملية سلام”. المجتمعون اعلنوا تأييدهم لما عرضته فرنسا ولامكانية عقد مؤتمر دولي قبل نهائية العام. وكانت موغيريني قد اشارت الى ان اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط المؤلفة من الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة تضع اللمسات النهائية على توصيات بشأن ما ينبغي فعله لتقديم حوافز وضمانات لإسرائيل والفلسطينيين للتفاوض. من جهته، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وفي تصريح صحفي له اكد ان المبادرة العربية هي الفرصة الافضل فهي تنص على الاعتراف باسرائيل مقابل تسوية شاملة تضم عناصر تتيح التوصل الى السلام، مذكراً بانها تلحظ على وجه الخصوص “اتفاق سلام بين اسرائيل والبلدان العربية” و“علاقات طبيعية” بين الجانبين “مقابل الانسحاب من الاراضي التي تم احتلالها العام 1967 واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وكانت اتفاقيات أوسلو المؤقتة التي أبرمت عام 1993 والتي صاغها إسحق رابين وياسر عرفات تهدف إلى قيام دولة فلسطينية على أراض تحتلها إسرائيل خلال خمس سنوات. اما وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي كان الوسيط في المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية عامي 2013 و2014 فلم يعلن موقف حكومته من الدعوة للمؤتمر السلام نهاية العام المعلن عنه، وقال “سنرى، علينا متابعة المنحى الذي سيتخذه كل هذا وما سيحدث”.