بحسم مؤتمر الحزب الديمقراطي الأمريكي، أمس، بشكل نهائي في من سيخوض السباق الانتخابي الرئاسي تحت لوائه، يكون الأمريكيون مخيّرون بين المرشحة هيلاري كلينتون عن الديمقراطيين، والمثير للجدل دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري. بعد جولات وحملات انتخابية تمهيدية تميزت بخطابات استفزازية وتراشق لفظي مُهين، يستعد المرشحان لخوض حملات انتخابية أخيرة من المنتظر أن وقودها سيكون تأجيج الأحقاد على الأجانب والتخويف منهم، والعزف على وتر الإرهاب، بما حوّل العديد من المسائل إلى أدوات لكسب الأصوات على حساب سمعة الديانات وحرية المعتقد للمواطنين. يقترب الأمريكيون من رئاسيات مميزة وتفصلهم عنها 3 أشهر، فهم منقسمون بين وزيرة الخارجية السابقة المدعومة من الرئيس أوباما. ويقف إلى جانبها كذلك العنصر النسوي وكذا الأمريكان من أصول لاتينية والسود الذين يرون فيها معتدلة لا تحمل خطابا عنصريا تجاههم، ويعولون عليها لإدارة ملف بالشؤون الخارجية وتسيير الأزمات، ويرون فيها المرأة الحديدية القادرة بمؤهلاتها في الجانب الدبلوماسي على صون مصالح أمريكا بالخارج. والجزء الثاني من الناخب الأمريكي يؤيد المترشح الجمهوري دونالد ترامب المثير للجدل، الذي تمكن من استمالة شريحة واسعة من المجتمع الأمريكي، ويتفقون كلهم في نقطة أن وصول ترامب إلى سدة الحكم هو ضمان لتقليص الهجرة نحو أمريكا وعدم فسح المجال لاتساع دائرة الجالية المسلمة بالولايات المتحدةالأمريكية. وينجرف وراء خطاب ترامب كبار رجال الأعمال، وهو تأييد منطقي كون هذا المترشح ينتمي للفئة نفسها، ويتلقى دعما ماليا ومعنويا كبيرا منهم، وإلى جانبهم كذلك يقف مركب اجتماعي آخر يتمثل في فئة المحافظين، إلى جانب المسيحيين البيض ومن لهم أصول أيرلندية، بالإضافة إلى شركات صناعة السلاح وبعض وسائل الإعلام ذات تأثير مهم ك “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”. واهتزت أركان الحزب الديمقراطي على وقع فضيحة مدوية دفعت رئيسه لإعلان استقالتها، بعدما كشف هاكرز روس أنها دعمت هيلاري كلينتون على حساب برني ساندرس في الانتخابات التمهيدية حول اختيار من يخوض السباق النهائي للرئاسة باسم الحزب.