عاشت عدة أحياء في كل من ولايتي سيدي بلعباس وسوق أهراس ليلة رعب نهاية الأسبوع، إثر نشوب حرب عصابات بين شباب منحرف، استعملت فيها السيوف والعصي والسكاكين مخلفة تسعة جرحى، ثلاثة منهم في حالة خطيرة. شهد حي “الريح” الشعبي الكائن بمدينة سيدي بلعباس، نهاية الأسبوع، معارك ضارية استعملت خلالها مختلف أنواع الأسلحة البيضاء وحتى “السينيال” بين مجموعتين متناحرتين. وتدخل عدد معتبر من رجال الأمن عصر أول أمس، من أجل وضع حد لحالة الفزع التي أصابت المواطنين. وحسب ما علم من بعض أهالي الحي، فإن المعارك اندلعت على فترات متقطعة بين مجموعتين يقطن أفرادها بحيين مختلفين، قبل أن تبلغ ذروتها سهرة يوم الأربعاء بالنظر لتنوع الأسلحة البيضاء المستعملة، وهو ما دفع مصالح الأمن إلى التدخل بقوة عصر أول أمس بعد أن فشلت محاولة سابقة ظهرا تم من خلالها كسر زجاج سيارة تابعة للشرطة وسط مقاومة شرسة من قبل أفراد إحدى المجموعات بحي “الريح”.
وكان تدخل أفراد الأمن قد مكن من توقيف متهمين من حي “سيدي ياسين” الشعبي، إضافة إلى شخصين بحي “الريح” بصعوبة بالغة، مع استرجاع دراجة نارية كان أحد أفراد المجموعة الثانية قد تخلى عنها مرغما هروبا من ضراوة معركة سهرة الأربعاء، في الوقت الذي تنفس المواطنون الذين عايشوا الفترات العصيبة الأخيرة الصعداء، بعد أن أرغم غالبيتهم على العودة إلى بيوتهم مخافة التعرض للأذى. يذكر أن المعلومات تضاربت بخصوص عدد الجرحى الذين أصيبوا سهرة الأربعاء “حيث استعملت الخناجر والسيوف وحتى “السينيال” بشكل مفرط”، حسب ما أكده شهود عيان. ليلة بيضاء في ثلاثة أحياء بسوق أهراس وفي سوق أهراس، تجددت ليلة الأربعاء إلى الخميس مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان من أحياء صندوق التوفير والاحتياط، حي درايعية، ومقبرة اليهود في سوق أهراس، استمرت إلى حدود الثانية صباحا بسبب بعض المنحرفين الذين استنجدوا بمجموعات أخرى مدججة بمختلف أنواع الأسلحة.
وقضى سكان الأحياء المذكورة ليلة بيضاء خاصة قاطني العمارات، ورغم محاولة تدخل بعضهم لفض الاشتباكات إلا أنها تواصلت بسبب احتكام هؤلاء لمنطق السيوف والسكاكين والعصي، قبل أن تتدخل عناصر الأمن بقوة وتوقف عددا من الشبان بعد ملاحقتهم من مكان لآخر.واستنادا إلى شهود عيان من سكان الحي، فقد أصيب ما لا يقل عن 9 شبان بجروح متفاوتة، 3 منهم إصابتهم خطيرة على مستوى الرأس والظهر. وعبر الشهود نفسهم عن امتعاضهم من تكرار الاشتباكات بين شباب الأحياء التي نغصت حياتهم وضاعفت من مخاوف خروجهم ليلا. وكانت المصالح الاستشفائية قد أكدت، خلال الأيام الماضية، ارتفاع نسبة المترددين على المصالح الطبية بكل من استعجالات المستشفى الجهوي وحي ابن رشد وحي ديار الزرقاء، من جراء المعارك والمواجهات العنيفة.