أمر قاضي التحقيق لدى محكمة عنابة الابتدائية، مساء الخميس الماضي، بإيداع شرطي يعمل بالأمن الحضري الخارجي لحي سيبوس، الحبس المؤقت، بتهمة تكوين جمعية أشرار والانخراط في نشاط عصابة مختصة في تنظيم رحلات الهجرة السرية، نحو جزيرة سردينيا الإيطالية انطلاقا من سواحل عنابة. واستجوب قاضي التحقيق الشرطي، رفقة شخصين آخرين ينحدران من نفس الحي، حول التهم الموجه إليهم، المتعلقة بالنصب والاحتيال على شابين يتراوح عمراهما بين 22 و24 سنة، وينحدران من مدينة قسنطينة، بعدما ساهم الشرطي الذي يشتغل في سلك الأمن الوطني منذ سنوات طويلة، في التخطيط والمساهمة في النصب وسلب مبلغ 30 مليون سنتيم، كان الضحيتان قد قاما بتسديده مقابل مساعدتهما في الحرڤة والوصول إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، ضمن أحد أفواج الحراڤة التي تحاول الإبحار أيام عيد الأضحى. تعود وقائع القضية إلى ثلاثة أيام قبل عيد الأضحى، عندما استقبل أحد أفراد العصابة الضحيتين بمنزله في حي سيبوس، تمهيدا لنقلهما إلى المكان المتفق عليه للانطلاق في رحلة الهجرة غير الشرعية نحو إيطاليا على متن زورق تقليدي، لكنهما وقعا ضحية نصب نتيجة فبركة الشرطي سيناريو الإيقاع بهما عن طريق اقتحامه رفقة شخصين المنزل الذي كانا متواجدين فيه، وقدما نفسيهما على أنهما من رجال الشرطة كانا يتعقبانهما بعد ورود معلومات بأنهما يحاولان الهجرة غير الشرعية. واعترف الضحيتان بأنهما أرغما على تسليم مبلغ 30 مليون سنتيم الذي كان بحوزتهما، على الرغم من دخولهما في عراك ومناوشات حادة مع الشرطيين المزعومين. وأضاف الضحيتان أمام القاضي أنه تمت مطالبتهما بعدم مغادرة المنزل إلى غاية استجوابهما لاحقا بمقر الشرطة، وبعد فترة من مغادرة الشرطيين المزعومين، توجه الضحيتان إلى مقر الأمن الحضري لحي سيبوس للاستفسار عن الأمر، إلا أنهما تفاجآ بأن قيادة الأمن الحضري لا علم لهم بالقضية، ما استدعى فتح تحقيق فوري وتم سماعهما على محضر رسمي. وأضافت مصادر أخرى أن التحريات المعمقة أظهرت تورط 3 أشخاص بينهم شخص انتحل صفقة شرطي وآخر عون أمن متواجد في عطلة سنوية يعمل بمقر الأمن الحضري الخارجي بحي سيبوس، يكون هو العقل المدبر. وفور تلقيها الأوامر الأمنية و القضائية ، سارعت فرقة مختصة من الأمن الولائي إلى توقيف المتهمين الثلاثة ووضعهم تحت النظر لمدة 72ساعة، قبل أن تتم إحالتهم على وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة للفصل في الملف.
