لم يكتمل حلم 14 شابا، ينحدرون من مختلف مشاتي وبلديات ولاية أم البواقي، ببلوغ الضفة الشمالية من المتوسط وتطليق مداشر الولاية. إذ انتهى بهم المطاف في قبضة مصالح الدرك الوطني، بعد أن سلبهم مهرب محتال، بعض أموالهم، وحولهم على "قاعة الانتظار" بالشاطئ لمنطقة جنان الباي، بواد بثرات ببلدية سرايدي بأعالي مدينة عنابة. وحسب مصدر مسؤول بقيادة المجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة فإنه وعلى إثر دورية روتينية لأفراد كتيبة الدرك بسرايدي، وبعد لمحهم لمجموعة من الشباب على حافة الشاطئ في حدود الساعة الثامنة صباحا من نهار أول أمس، حاولوا التقدم منهم، إلا أن المعنيين فروا وبعد مدة وجيزة تمكن أفراد الدرك من توقيفهم، وبعد تحويلهم على مقر الفرقة والتحقيق معهم تبيّن أن المعنيين ينحدر جلهم من ولاية أم البواقي، وتتراوح أعمارهم مابين ال 20 و 33 سنة، تقدموا إلى عنابة، حاملين معهم مبالغ مالية وحلم الهجرة غير الشرعية نحو سردينيا الايطالية، إذ أوضحوا أنهم بمجرد أن استقروا بعنابة، حتى شرعوا في البحث عن أحد بارونات التهريب، إلا أن حضورهم إلى عنابة تزامن والتوافد الرهيب للحراڤة على قوارب الموت، مما جعل بعضهم يعرض عليهم الانتظار في "طوابير طويلة" لأيام أخرى، ليتوجهوا نحو مدينة القالة بولاية الطارف، اذ تمكنوا من العثور بسهولة على قارب خشبي مزوّد بمحرك وكامل معدات الحرڤة، بحوزة أحد المهربين، وبعد الاتفاق معهم اشترط عليهم دفع "عربون" الرحلة المقدر ب 5 آلاف دينار جزائري، على أن يدفعوا مبلغ 10 ملايين سنتيم عن كل واحد بعد الإبحار، وحدث ذلك يوم ال 22 من الشهر الجاري، وبتاريخ اليوم الموالي حولهم في حدود الساعة الخامسة صباحا على شاطئ، وتركهم هناك، موهما إياهم بأنه ذاهب لإحضار الفوج الثاني، الذي سيمتطي معهم القارب، إلا أنه ذهب من دون رجعة لتضبطهم عناصر الدرك متلبسين بمحاولة الهجرة السرية، وتحويلهم على قاضي التحقيق لدى محكمة عنابة الذي أصدر في حقهم أوامر بالاستدعاءات المباشرة للمثول أمام المحكمة، في حين شرعت مصالح أمن دائرة القالة في التحقيق بحثا عن المهرب المحتال" بناءا على المواصفات المقدمة من طرف "الحراڤة الضحايا". وفي نفس الاطار تمكن أفراد الدرك بعنابة، خلال نفس اليوم، من توقيف 4 أشخاص ينحدرون من وسط مدينة عنابة وتتراوح أعمارهم مابين 20 و 27 سنة، كانوا يحاولون الهجرة غير الشرعية انطلاقا من شاطئ "لافيفي" براس الحمراء، قاصدين سردينيا الإيطالية.