من دارته وسط لبنان، أعلن سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، دعمه ترشيح الزعيم الماروني ميشال عون لرئاسة الجمهورية في لبنان، ما يضمن للأخير أكثرية نيابية تسمح بانتخابه في الجلسة المقبلة المقررة في نهاية أكتوبر الحالي. وقال الحريري أمام حشد من نوابه وكوادر تيار المستقبل الذي يرأسه، "أعلن اليوم أمامكم قراري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية" مضيفا أن قراره الذي يأتي بعد التوافق مع عون "نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية اللبنانيين".
ولم يتمكن البرلمان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 ماي 2014 من توفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس.
ويأتي قرار الحريري بدعم عون بعد خلاف طويل بينهما. ومن شأن تصويت كتلة الحريري لعون، أن يضمن له الحصول على أكثرية ال65 صوتا، أي نصف عدد نواب المجلس زائد واحد في الدورة الثانية من الانتخابات. إذ تبلغ أصوات كتلة المستقبل (33 نائبا) وحزب الله (13 نائبا) والقوات اللبنانية (ثمانية نواب) بالإضافة إلى كتلة التيار الوطني الحرب التي يرأسها عون (20 نائبا)، عدا عن أصوات نواب آخرين مستقلين.
وأوضح الحريري أن خياره بتأييد ترشيح عون جاء بعد استنفاذ كل الخيارات الأخرى، من مرشحي 14 آذار رئيس حزب القوات سمير جعجع والرئيس اللبناني الأسبق أمني الجميل عن حزب الكتائب، وبعد فشل الإجماع على انتخاب رئيس توافقي أو المرشح سليمان فرنجية.
وأوضح "بقي خيار واحد العماد ميشال عون، هكذا بوضوح وصراحة خصوصا منذ أن تبنى حلفاؤنا في القوات اللبنانية ترشيحه لكن الأهم أننا والعماد ميشال عون وصلنا في حوارنا أخيرا إلى مكان مشارك اسمه الدولة والنظام".
ومنذ شغور منصب الرئاسة في ماي 2014، قاطع عون (81 عاما) جلسات الاقتراع، مشترطا التوافق على انتخابه رئيسا للمشاركة في الجلسات.
ويحظى عون الذي يتزعم التيار الوطني الحر، أساسا بدعم حزب الله اللبناني، وهو متحالف معه منذ 2006، ودعم حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، الزعيم المسيحي القوي الآخر الذي كان على خلاف معه حتى قبل أشهر، وحصلت مصالحة لدى تبني جعجع ترشيع عون باسم "توحيد المسيحيين".
ويرجح أن يعود الحريري، بعد تسميته عون للرئاسة إلى رئاسة الحكومة.