تراجع رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، عن اتهام السلطة بالشغور وغياب "صاحب المهمة الرئاسية"، الوصف الذي يطلقه على الرئيس بوتفليقة، عن أداء مهامه بصورة سليمة وصحيحة. واتجه بن فليس إلى تركيز حديثه على الأزمات السياسية والاقتصادية التي تهز البلاد، ودعوته إلى "الحوار الهادئ والمتمدن بدل التصادم والتصارع". لم يحمل بن فليس، أمس، في رسالة له بمناسبة ذكرى 1 نوفمبر، كعادته "الأزمات التي تتخبط فيها البلاد" إلى شغور السلطة، وهي الحُجّة التي يصر رئيس الحكومة سابقا، أن تكون حاضرة في خطاباته ورسائله، منذ أن خسر رئاسيات 2014. فرسالة الأمس، شدد فيها بن فليس على أن "بلدنا في حاجة ماسة إلى التغيير، والتغيرات الأقل تكلفة والأقل عناء والأكثر نجاعة ونفعا، هي تلك التي تتم عن طريق الحوار الهادئ والمتمدن، وليس عن طريق التصادم والتصارع، فهي التغييرات التي ترمي إلى تجاوز المحن، وليس إلى إضافة محن جديدة للمحن القائمة، وهي التغييرات التي تحسن واقع الأمور ولا تساهم في تعقيده وتفاقمه وتدهوره". ويعتقد بن فليس، حسب فحوى رسالته، أن "بلدنا يمر راهنا بمرحلة حاملة للكثير من الرهانات والتحديات الحاسمة والمفصلية، وبلدنا أيضا في مفترق الطرق ويتعيّن عليه أن يحسن اختيار السبيل الأفضل لمواصلة مشواره، وبلدنا أمام خيارات كبرى ويتوجب على الخيار الذي يستقر رأيه حوله أن يفتح له آفاقا جديدة، وأن يرسم له طموحات هادفة وواعدة. فخصومة بلدنا اليوم هي أساسا مع الجمود والركود ومع الغياب الكامل لمشروع وطني شامل وجامع". وحسب رئيس طلائع الحريات: "يقف بلدنا في هذه الساعات وقفة الحائر من أمره أمام انسداد سياسي شامل، فهو يعيش أزمة نظام بكامل المعاني الدستورية والمؤسساتية والسياسية لهذا المفهوم، لقد بلغت المنظومة السياسية الوطنية مداها، ولم تعد قادرة على الاعتلاء إلى مستوى الرهانات والتحديات، التي تواجهها بها التحولات الوطنية العميقة، وكذا التطورات المتسارعة التي تطبع الحركيات المعقدة الجارية في محيطنا الجهوي والدولي". ويرى صاحب الرسالة بأن "الحكامة السياسية أخفقت لأنّها كرست الطابع الزبائني والريعي للمنظومة الاقتصادية الوطنية، ولأنها أثبتت أنها أكبر حاجز أمام تنويع مصادر خلق الثروات، ولأنها أخلفت الميعاد مع تصحيح الاختلالات الهيكلية العديدة والعميقة، التي تحول دون بناء اقتصاد وطني ناجع، وهو التصحيح الذي كان من الممكن القيام به وبأقل تكلفة اقتصادية أو اجتماعية لو أحسن توظيف الطفرة المالية لصالحه".