شيع الآلاف ممن جاؤوا من مختلف أنحاء الوطن مساء نهار أمس الخميس " الفنان الشيخ " عطالله" إلى مثواه الأخير بالمقبرة الغربية ببلدية " الإدريسية مسقط رأسه ومقر إقامته بعد أن وصل جثمانه صباح يوم أمس مرفوقا ب : من مستشفى بلدية " زلفانة " حيث كان الراحل قد تعرض لحادث مرور على مستوى الطريق الولائي الرابط بين مدينتي " القرارة " و " زلفانة " أودى بحياته ،ولعل الجنازة كانت مهيبة وتجاوزت كل توقعات واحتمالات سلطات دائرة الإدريسية وبلديتها وحتى عائلة المرحوم حيث تجاوز عدد الوافدين الخمسة آلاف وافد من مختلف ولايات الوطن. قضى سكان بلدية " الإدريسية " ليلة أمس في الإعداد والتحضير لجنازة المرحوم الفنان الشيخ " عطالله " من بناء الخيم وفتح غرف الضيوف لدى عشرات المواطنين من الأعيان ،بل وإعداد مساحة مجاورة لبيته بحي " المشتلة " بالجهة الغربية شاسعة تتسع لأكثر من عشرة آلاف شخص من أجل مراسيم الجنازة وغير بعيدة عنها خيمة كبيرة مقابلة لبيته وضع فيها جثمان الراحل لإلقاء النظرة الأخيرة عليه وقد بدأ التدافع من الآلاف للوصول إلى جثمانه ، ليتم نقله إلى الساحة المجاورة وإلقاء كلمة التأبين وسط حضور لعبد العزيز بلخادم والسلطات الولائية ووجوه فنية مع الأمين العام لولاية غرداية وكذا رئيس حزب الكرامة الذي ينتمي إليه الفنان. ثم تشييعه إلى مثواه الأخير ودموع الأسى والحزن ظهرت على وجوه الجميع خاصة عند إلقاء النظرة الأخيرة وعند دفنه ، فالحضور الكبير كان عبارة عن فسيفساء جمعت زملاءه الفنانين والشعراء والمخرجين وشخصيات مثقفة من امثال : الحاج لخضر صاحب العمارة مثلما جمعت زملاءه في البرلمان السابق والحالي والذين خاضوا معه تجربة رفع انشغالات الطبقات الفقيرة والمغلوبة على أمرها من أمثال : النائب أخاموخ مثلما جمعت مسؤولين كبار أحبوا فكاهته منهم :عبد العزيز بلخادم والكل أجمع على أنه فقد الفنان قبل السياسيهذا فضلا عن محبيه ومتتبعي أعماله وأشرطته وهم بالآلاف ،لكن الملفت للإنتباه أن .... ولعل آخر وصايا الشيخ عطالله أنه في تدخله أمام والي الولاية الجديد في زيارته إلى بلدية سكناه "الإدريسية " أنه طالب ببناء بيت شباب لأن كل الضيوف الذين توافدوا عليه في بيته يطرحون عليه السؤال حول عدم وجود بيت للشباب ببلدية " الإدريسية " رغم أقدمية نشاتها وكثافتها السكانية وموقعها كهمزة وسط بين الولايات الغربية والوسطى والشرقية فكان حلمه أن تبنى بيت شباب عنده مثلما طلب في ذات الجلسة دعم المدارس القرآنية بمعلمين رسميين واما آخر موعد لم يلحق به الشيخ عطاالله أنه كان قد وعد أطرافا متنازعة حول تسوية قضية أرض فلاحية بالمنطقة باللقاء ليلا لفك النزاع والصلح بينهما ليلة وفاته لكن الأجل تخطفه قبل الموعد وغادر الحياة على حد تعبيره في إحد مونولوجاته "أبقاي على خير ياهاذي الدشرة " لكن هذه المرة "أبقاي على خير ياهاذي الدنيا .
قال والده لنا " ادعوا له بالمغفرة والرحمة فهو ابن الجزائر ككل وفقدتموه جميعا ولا تلوموني على الدموع فإن الدمعة تخرج غصبا عني ومن دون إرادتي "
قالت ابنته "ساجدة " بعفوية وهي تلعب بجوار البيت : بابا راه راح للجنة"
قال رئيس حزب الكرامة : فقدنا مناضلا كبيرا وقامة هامة من قامات الحزب كنا نعول عليه كثيرا وفقدت الجزائر فنانا
قال والي الجلفة عنه : لقد فاجأني الحضور الغفير ما يدل على حب الناس له مهما اختلفت أفكارهم وتوجهاتهم .