انطلقت مباراة " الداربي" بين المنتخبين الجزائريوالتونسي في مدينة فرانس فيل بالغابون ، قبل موعدها المقرر مساء غدا الخميس لحساب الجولة الثانية من نهائيات كأس أمم افريقيا ، قبل موعدها في أوساط أنصار المنتخبين حيث راح كل طرف يتوعد خصمه بالإطاحة به. عرفت شوارع مدينة فرانس فيل الغابونية حركة غير عادية منذ صباح اليوم الثلاثاء صنعها أنصار المنتخبين الجزائريوالتونسي في الشوارع الرئيسية للمدينة الهادئة كما زينت واجهات المحلات برايات البلدين.
وتضم مدينة فرانس فيل عددا معتبرا من الجالية التونسية، ناهيك عن تنقل بعض المناصرين من تونس لمساندة منتخب بلدهم في الغابون.وانطلق أنصار منتخب " نسور قرطاج " في عملية التعبئة من اجل دعم منتخب تونس في الخرجة الثانية التي ستجمعه ب"الخضر" لا سيما وان مواجهة الخميس ستحدد مصيره في مسابقة كاس أمم إفريقيا بعدما خسر المواجهة الأولى أمام منتخب السنيغال. وغير بعيد عن تجمعات أنصار المنتخب التونسي شد انتباهنا تواجد عشرات المناصرين الجزائريين في إحدى مقاهي المدينة كانت مزينة بالعلم الجزائري وضعه أحد الجزائريين مقيم في فرانس فيل يدعى " عبّاس" يشتغل أستاذ. ومرت لحظات فقط حتى انطلقت المواجهة بين أنصار المنتخبين أمام أنظار الغابونيين وراح كل طرف يحتفل ويشجع بلده على طريقته الخاصة. فالتونسيون توعدوا الجزائريين بإعادة مدللهم المساكني سيناريو 2013 ليردوا عليهم أنصار "الخضر" " انتظروا ما سيفعله محرز بدفاعكم". وجرت هذه المواجهة بين الأنصار في أجواء أخوية وروح رياضية عالية حيث راحوا يأخذون صورا تذكارية بالعلمين الجزائريوالتونسي.
ويقول احد مناصري تونس (ح . نورالدين) الذي يشرف على تجارة حرة في فرانس فيل منذ 8 سنوات " انتظرت مواجهة إخواننا الجزائريين بأحر من الجمر وتمنيت أن لا يلعب أحدا منّا مصيره في هذه المباراة ، لكن للأسف على كل طرف تقبل النتيجة وإذا أقصيت تونس سنشجع الجزائر".
من جهته المناصر الجزائري " كادي" الذي تنقل مع "الخضر" أينما حل وارتحل قال " ننتظر استفاقة قوية من لاعبينا بعدما خيبونا أمام زيمبابوي ، وبعد تصليح الأخطاء في الدفاع والوسط فان لقطة واحدة من محرز بإمكانها قلب الموازين على التونسيين " ويرى المتحدث أن أنصار "الخضر" تربطهم علاقة صداقة قوية مع الجيران التونسيين " تمنينا قبل انطلاق المنافسة تأهلنا إلى الدور القادم رفقة تونس ولكن نتائج الجولة الأولى ترغمنا على ضرورة البحث عن الفوز مثلما هو الحال بالنسبة لمنتخب تونس ولهذا سنشجع منتخبنا إلى غاية اللحظة الأخيرة وإذا كانت لهم الكلمة في 2013 سنكسب نحن الرهان في 2017".
تضم مدينة فرانس فيل عدد معتبر من الجالية اللبنانية، مثلما هو الحال في مختلف بلدان القارة السمراء حيث واكبوا الحدث وشغلت المواجهة المغاربية بين تونسوالجزائر حيزا هاما من يومياتهم مثلما يوضحه لنا الشاب طارق الذي يشتغل تاجر حيث قال " انتظر هذه المواجهة بفارغ الصبر وقلتها لأصدقائي التونسيين أنني احسب الجزائر وسأناصرهم ضدكم هذا الخميس " مضيفا " لقد تنقلت إلى مطار فرانس فيل وأخذت صورا تذكارية مع نجوم المنتخب الجزائري على غرار محرز وبراهيمي وسأكون حاضرا في المدرجات يوم اللقاء رفقة كامل أفراد عائلتي و20 لبنانيا لتشجيع الجزائر ضد تونس". قال طارق أنه يحب رفقة جميع أصدقائه الجزائر حتى خارج الرياضة " مكانة الجزائر خاصة في قلوبنا وأعرف المدرب الجزائري رشيد مخلوفي الذي درب فريق القلب النجمة اللبناني".
وإذا كان اللبنانيون يميلون إلى المنتخب الجزائري فان أغلبية السنيغاليين الذين التقيناهم أجمعوا على تشجيعهم للمنتخب التونسي مثلما أكد لنا أحدهم يدعى " أبوبكر" " لقد قضيت سنوات في التجارة في مدينة فرانس فيل مع أصدقائي من تونس ولهذا لن أخونهم وسنساند تونس أمام الجزائر.
أما الغابونيون فقد انقسموا ما بين من يميل للمنتخب التونسي ومن يعشق نجوم "الخضر" على غرار رياض محرز الذي يحتل مكانة خاصة عندهم وكل ما علم أحد منهم أننا جزائريين إلا وردّد اسم محرز .
نظرا للشعبية الكبيرة التي يحظى بها رياض محرز في الغابون بعد تألقه في البريمر ليغ مع نادي ليستر سيتي وتتويجه بلقب أحسن لاعب إفريقي فان أحد أنصار "الخضر" اهتدى إلى طريقة جديدة من اجل تعويض تكاليفه الرحلة الطويلة التي قطعها إلى الغابون حيث نقل معه أكثر من 50 قميص يحمل اسم محرز طرحها كلها للبيع في الساعة الكبرى بوسط مدينة " فرانس فيل" وحسب تصريحاته فان كل الأقمصة التي طرحها للبيع بما يعادل 2500دج نفذت جميعها ما جعل هذا المناصر، يتصل بأحد المناصرين الذين كانوا في طريقهم إلى فرانس فيل من اجل جلب عدد اكبر من الأقمصة نظرا للإقبال الكبير عليها.