أكد المدرب الوطني جورج ليكنس أن مباراة الغد أمام تونس هي مباراة اللاعبين، مطالبا منهم التضحية من أجل الظفر بالنقاط الثلاث التي ستسمح لهم بالبقاء في سباق كسب تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني من المجموعة الثانية. ترك المدرب الوطني جورج ليكنس، خلال الندوة الصحفية التي عقدها منتصف نهار اليوم بقاعة المحاضرات لملعب فرانس فيل، رفقة عدلان قديورة، الانطباع انه لا يملك كامل الأوراق في يده لتوظيفها في مباراة اليوم أمام تونس، حيث باشر حديثه مع الصحافة، بإعلان الغياب الرسمي لسوداني عن المباراة بسبب الإصابة، قائلا " لا يمكن لسوداني خوض مباراة تونس، بسبب الإصابة التي ستمنعه من اللعب"، قبل أن يضيف بنبرة المتأسف" الحارس مبولحي هو الآخر قد لا يلعب المقابلة، بنسبة كبيرة تفوق ال 95 بالمائة، بسبب معاناته من إصابة وهو ما جعله يغادر الحصة التدريبية التي أجريت أمس بملعب مواندا "، مضيفا " ضربة موجعة للمنتخب بغياب مبولحي، لكن نحن بصدد تجهيز الحارس مليك عسلة لخلافته ولحسن الحظ خاض مليك المباراتين الوديتين أمام موريتانيا".
غامرت بمبولحي في المقابلة الأولى
وأوضح ليكنس أن مبولحي شعر حتى بالآلام قبل مباراة زيمبابوي ، " لكنه خاض المقابلة ، غير أنه بعد لقاء زيمبابوي شعر بالآلام حادة على مستوى الإصابة التي كان يعاني منها، وهو ما سيجعل مشاركته في المباراة بمثابة الأمر المستحيل ."
وعن مغامرته بمبولحي رغم إدراكه بمعاناته من إصابة ، حتى قبل المجيء إلى الغابون ، رد ليكنس " في بعض الأحيان علينا المغامرة ، لأنها جزء من كرة القدم .. فبعد إمضائه لنادي رين الفرنسي ، ارتاح رايس نفسيا و بدا عازما على تجاوز الإصابة و العودة إلى الواجهة من خلال المنتخب ، لكن ماذا عسانا أن نفعل ، هذه المرة الإصابة كانت أقوى".
وبالرغم من تأكيده أن مبولحي لن يلعب المقابلة بنسبة كبيرة ، إلا أن التقني البلجيكي ترك باب الأمل مفتوحا لرؤية اليوم مبولحي في مرمى " الخضر" ، بدليل أنه قال " لحد الساعة يبذل الطاقم الطبي كل ما في وسعه لتجهيزه .ّ
أنا اختصاصي في التحضير ولا علاقة الإصابات بعملي
وفي نفس السياق ، دافع التقني البلجيكي عن منهجيته في التدريبات وعدم تسبب الحصص التدريبية التي برمجها خلال التحضيرات لهذا الموعد القاري ، في إصابة البعض، كما هو الحال بالنسبة لسوداني وسليماني وبن سبعيني وأخيرا مبولحي، حيث قال " أنا اختصاصي في التحضير ، ولا أعتقد أن حجم الحصص التدريبية التي برمجتها خلال مدة التحضير كانت وراء إصابة البعض" ، قبل أن يضيف " كل اللاعبين المصابين جاؤوا إلى المنتخب وهو مصابين" .
وحاول المدرب الوطني خلال الندوة الصحفية ، إظهار أمام الصحفيين، أنه غير متأثر بهذا الغياب ، حيث قال " صحيح أنها ضربة موجعة ، لكن أتعامل مع 23 لاعبا في المجموعة وكلهم جاهزون للموعد الحاسم أمام تونس"، مضيفا " الجميع جاهز لمباراة تونس، حيث حضرنا بطريقة جيدة لهذه المباراة المحلية التي إعتبرها حاسمة ومصيرية لأننا مجبرون على الفوز بنقاطها للبقاء في سباق التأهل ".
وبدا خلاله حديثه عن المقابلة أمام الجار متفائلا ، لاسيما عندما قال " رغم الإصابات لا تقلقوا فالمنتخب الجزائري لديه الإمكانات لتجاوز الصعاب ، وهو ما حاولنا التركيز عليه بعد مباراة زيمبابوي لتجهيز التشكيلة نفسيا ، بدنيا وتكتيكيا " ، معترفا أن المقابلة ستلعب في الأذهان قبل الميدان ، قائلا " المباريات المحلية غالبا ما تلعب في أذهان اللاعبين و ليس فوق المستطيل الأخضر، وعليه فإن الجانب البسيكولوجي مهم جدا في مثل هذه المواجهات ."
وكشف المدرب الوطني أنه سيحدث بعض التغييرات على التشكيلة الوطنية التي ستواجه تونس ، مقارنة بالتي خاضت لقاء زيمبابوي ، قائلا " مضطر لإحداث بعض التغييرات على مستوى التشكيلة ، سواء بسبب إصابة البعض أو بسبب خيارات تكتيكية ، لكن الأكيد أن الجميع عازم على توظيف وتسخير كامل جهده من أجل المجموعة و من أجل الفوز بالمقابلة ، لاسيما بعد التعثر أمام زيمبابوي ." وعلى ذكر المقابلة الأولى ، قال ليكنس " سنحاول بكل ما لدينا من قوة تفادي أخطاء الشوط الأول الذي لعبناه أمام زيمبابوي .. طلبت من اللاعبين التركيز ومحاولة دخول المقابلة منذ الوهلة الأولى ، لأن الداربيات تلعب على جزئيات وقد ترجح كفتها فرديات بعض اللاعبين ." وفي هذه النقطة بالضبط ، خص ليكنس بالذكر لاعب ليستر سيتي الانجليزي رياض محرز ، قائلا " قبل المنافسة سمعت أن البعض انتقد رياض بسبب أدائه مع المنتخب ، فهناك من قال أنه يبذل مجهودات في فريقه الانجليزي ويدخرها (المجهودات) مع المنتخب ، لكن الآن وبعد الدور الكبير الذي لعبه في المقابلة الأولى وتسجيله لثنائية أعتقد أن رياض أسكت أفواه المنتقدين ".
وإن كان سيستفيد في مباراة اليوم من خبرته الميدانية التي اكتسبها ، عندما كان مدربا للمنتخب التونسي في الدورة السابقة التي احتضنتها غينيا الاستوائية ، رد ليكنس مازحا "بعد مقابلة اليوم ستكتشفون إن كنت قد وظفت تجربتي في تونس أم لا " ، قبل أن يضيف " غالبية تشكيلة المنتخب التونسي أعرفها جيدا ، فباستثناء لاعب أو لاعبين ، كل لاعبي تونس مروا بالمنتخب عندما كنت مدربا للمنتخب .. أعرف أن لديهم إمكانات كبيرة سيوظفونها بالتأكيد اليوم أمامنا خاصة وأن تونس لا تملك خيار أخر بعد الهزيمة أمام السينغال في المقابلة الأولى."
وفي سياق تشريحه للمنتخب التونسي، اضاف ليكنس " ركزت في تحضيري للتشكيلة على الشوط الثاني الذي لعبه المنتخب أمام السينغال .. المنتخب التونسي لم يبدأ مباراته أمام السينغال بالشكل الجيد ، كما هو الحال بالنسبة لنا ،خاصة وأن المنافس باشر المقابلة كالسهم ، لكن أعتقد أن الوجه الحقيقي للمنافس ظهر في المرحلة الثانية ، حيث صنع عدة فرص للتهديف و كان أحسن من السينغال وكاد أن يعود في النتيجة لولا الفرص العديدة التي ضيعها ."
وأضاف ليكنس " قد يتصور البعض أن المنتخب التونسي ضعيف ، بعد هزيمتة بثنائية ن لكن الاكيد أنه يلعب كرة و لديه تلك الروح القتالية التي سيركز عليها في مقابلة اليوم ، وهو ما سنحاول تسييرها خلال أطوار اللقاء ."
وعن منهجيته وفلسفته في مباراة اليوم ، ختم ليكنس حديثه مع الصحافة بالقول " كرة القدم الدفاعية إنتهت ، علينا التركيز على الهجوم ، وهو ما سنحاول تطبيقه في مباراة أمام تونس التي سنخوضها من أجل الفوز لاغير ."
قيادة المنتخب ليست شارة توضع فقط
قال المدرب الوطني جورج ليكنس أن منح قيادة المنتخب الوطني للمدافع المحوري عيسى ماندي ، لا يعني أنني منحت الشارة للاعب لوضعها في أعلى يده ، "بل هي مسؤولية كبيرة عليه تحملها وعلى زملائه أيضا تحملها ، فكل لاعب فوق الميدان هو قائد" .
قال جورج ليكنس أن تجربته مع المنتخب البلجيكي في ثاني مرة يشرف عليها على منتخب الشياطين الحمر، علمته الصبر وعدم الحكم على العمل الذي يقوم به ، حيث قال " الجميع انتقدتني وانتقد التشكيلة التي كانت تلعب، بسبب غياب النتائج، لكن بعدها تحسنت الأمور والجميع في بلجيكا بدأ يهلل بإمكانات رفاق هازارد الذين كسبوا تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل باستحقاق وجدارة".
استغرب كل من حضر الندوة الصحفية التي نشطها المدرب الوطني جورج ليكنس ، غياب كلي لأسئلة الصحفيين التونسيين للتقني البلجيكي ، رغم أن بعضهم حضر الندوة ، عكس الندوة الصحفية التي نشطها قبله هنري كاسبارزاك الذي تلقى أسئلة عديدة من الصحفيين الجزائريين .
وإكتفى الصحفيون التونسيون في تبريراتهم لعدم طرحهم أسئلة لليكنس ، بالقول " كنا منشغلين بنقل أقواله فقط ."