أودع رئيس نادي أتليتيك بارادو، خير الدين زطشي، ملف ترشحه لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم رفقة مكتبه الفدرالي قبل ساعة، حتى لا نقول دقائق، عن غلق باب الترشيحات المقررة أمس، في سيناريو أثار العديد من التساؤلات عن الجهة التي قامت بترتيب هذا السيناريو، الذي خرج منه رئيس الفاف المنتهية عهدته محمد روراوة بطريقة غريبة، دون أن يثير ولا ضجة، حتى وإن كانت خافتة. تسارعت الأحداث قبل غلق ملف الترشيحات لرئاسة الفاف ومكتبه الفدرالي، بوتيرة فاقت "وتيرة الراليات"، حيث أضحى رئيس نادي أتليتيك بارادو خير الدين زطشي المرشح الوحيد للرئاسة دون غيره، مدعما من جهات، قيل عنها إنها فاعلة ليس في الوسط الرياضي فحسب، بل أطراف لها كلمتها في الشأن العام للبلاد، بدليل أن هذه الأطراف هي التي تكفلت بإبعاد رئيس الفاف المنتهية عهدته محمد روراوة من السباق، بطريقة غريبة، لأن الرجل الذي حظي بولاء ومساندة أعضاء الجمعية العامة للاتحادية، قبل أسبوعين، لم يكتف بالتزام الصمت، بل طلب من مقربيه ومواليه الابتعاد عن مضمار سباق رئاسة الهيئة الكروية الجزائرية، بآلاف الكيلومترات، لأسباب تبقى مجهولة، حتى وإن كانت مصادر عليمة أكدت أن هذه الأطراف المذكورة أعلاه تكفلت هي بالاتصال ب"الحاج" المتواجد في مكةالمكرمة، لمطالبته بالابتعاد عن عالم الكرة الجزائرية، مقابل أمور قد نتعرف عليها لاحقا أو سيكشفها مستقبلا التاريخ. الأطراف الفاعلة لم تكتف بتقديم الدعم لصاحب أكاديمية بارادو، الذي كان بالأمس القريب مترددا بسبب عدم تلقيه أي "اتصال هاتفي من جهات فوقية"، بل تكفلت أيضا بإعداد قائمة أعضاء المكتب الفدرالي، عن طريق الوزارة الوصية التي كانت بمثابة همزة وصل، بدليل أن مديري الرياضة والشباب، بتعليمات من وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، قاموا بالاتصال ببعض الأعضاء المتواجدين في مكتب "الرئيس الجديد" زطشي، لاسيما رؤساء الرابطات الولائية، طالبين منهم إرسال ملفات ترشحهم عن طريق البريد الإلكتروني، حتى أن بعضهم ممن رفع لافتة "كلنا روراوة" في الجمعية العامة العادية للفاف، اختلطت عليهم الأمور، لعدم معرفتهم بموقف الرئيس المنتهية عهدته، وما زاد من حيرتهم، هو عدم رد روراوة على مكالماتهم الهاتفية. التوازنات الجهوية والتاريخية التي اعتمدتها الأطراف الفاعلة كمقاييس في إعداد أعضاء المكتب الفدرالي للفاف والتي فرضت على المترشح الوحيد، تجعل من الرجل القوي في بارادو مكتوف الأيدي أمام التركيبة البشرية لمكتبه الفدرالي. ومهما قيل عن هذا السيناريو لفيلم لن ينتج إلا في الجزائر، فإن الأكيد أن أعضاء الجمعية العامة الانتخابية للفاف الذين رفعوا "كلنا روراوة" في الأمس القريب، سيصوتون أيضا على المترشح خير الدين زطشي وقد يرفعون أيضا لافتات "كلنا زطشي"، وفقا للمقولة الشعبية "مات الملك، يحيا الملك".