لم يكن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وهو يعلن عن اعتذاره من التحالف العربي ويطلب الصفح من الرياض يعلم أنه بذلك يقترب من نهايته ويدق المسمار الأخير في نعشه. بعد يومين فقط من انقلابه على حلفائه الحوثيين، استطاع هؤلاء أن يضعوا نهاية لحياة رجل قاد اليمن لمدة 34 عاما وبقي متحكما في مصيرها حتى بعد خلعه سنة 2012 ، فأدخلها في دوامة من الحروب والدماء بتحالفاته المتقلبة بين ضدين. في البدء، كان إعلان الحوثيين استهدافهم لمنزل الرئيس السابق بصنعاء، ثم تأكيدهم لمقتله ، الخبر الذي لم تأخذه المصادر المحسوبة على التحالف على محمل الجد، وشرعت في نفيه وتفنيده إلى أن جاء الخبر اليقين في فيديو يظهر فيه رئيس اليمن السابق جثة هامدة تتناقلها أيدي الحوثيين وسط صيحات انتصارهم. صالح لم يقض في الإنفجار، هكذا أكدت مصادر إعلامية يمنية، بل قُتل إعداما بالرصاص ، حين كان يحاول الهرب من صنعاء إلى مأرب عقب استهداف منزله، فقد تعقب الحوثيون موكبه بحوالي 20 سيارة ، أين تم اعتراضه بمنطقة سنحان القريبة من العاصمة صنعاء ، وأُخرج حيا من سيارته، ثم أُعدم رميا بالرصاص. لم يكن صالح هو المستهدف وحسب ، بل تمت إصابة نجله خالد واعتقاله ، إضافة إلى إصابة العديد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام فيما قتل ياسر العواضي الأمين العام المساعد في الحزب. عُرف صالح ببراغماتيته ، وانقلاباته الكثيرة بين حلفائه، إذ كان كثيرا ما يردد "إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين"، لكن على ما يبدو أن انقلابه على الحوثيين كان الوصلة الأخيرة في مسيرة مليئة بالتناقضات.