اتفق وزراء الداخلية العرب في ختام أعمال اجتماع الدورة ال35 لمجلسهم المنعقد بالجزائر عصر اليوم الأربعاء، على ضرورة توحيد جهود الدول العربية لمواجهة التحديات المطروحة المرتبطة بالأمن الفكري ومكافحة التطرف المفضي إلى الإرهاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت كما شددوا على أن جرائم العنف والإرهاب والمخدرات وغسل الأموال وتهريب الأسلحة وتجارة البشر والهجرة غير الشرعية وغيرها من الجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية، التي تعتمد في الكثير من الأحيان على التقنية الحديثة، تستلزم توحيد التصورات الأمنية وتنسيق العمل المشترك لمواجهتها والوقاية منها. واتفق الوزراء حسب ما جاء في البيان الختامي للدورة ال35 على تأكيد خطورة الإرهاب باعتباره تهديدا مستمرا للسلم والأمن وانه لا يوجد مسوغ لأفعال الإرهابيين وعملياتهم الإجرامية، مع التأكيد أيضا على التعاون لمنع أنشطة الإرهاب وتمدده وتجفيف منابعه الفكرة والمالية وقطع التواصل بين المتعاطفين معه لاسيما عبر تكنولوجيات الإعلام والاتصال
كما أشاد وزراء الداخلية العرب بدور الأجهزة الأمنية في الدول العربية في إحباط العديد من المخططات الإرهابية والقضاء على كثير من التنظيمات والخلايا الإرهابية التي ترتبط بجهات خارجية تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية. وتضمن البيان الختامي كذلك، التأكيد على ان الانتصارات التي تم تحقيقها على الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية، يجب ان لا تنسينا ضرورة مواجهة التحديات الحالية المرتبطة بعودة المقاتلين الأجانب او انتقال الجماعات الإرهابية إلى مناطق أخرى وبالتالي يجب على الدول العربية تنسيق الجهود المشتركة مع المجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة ومواجهتها. من جانب آخر، دعا البيان الختامي الدول العربية إلى تعزيز الرقابة على الحدود وتأمينها لمنع الخطر الداهم الذي يشكله عودة المقاتلين الإرهابيين من مناطق القتال وإيقاف تسللهم إلى داخل الدول وارتباطهم مع الخلايا النائمة، ولمواجهة طرق ومنابع تهريب المخدرات.
ولفت البيان إلى أهمية تحديث التشريعات الوطنية الخاصة بالجرائم السيبيرانية بما يسمح بمواكبة ما يستجد من جرائم على الفضاء الافتراضي وتجاوز كل الثغرات التي يمكن ان تعتري التشريعات الوطنية في هذا المجال، وذلك من خلال تكثيف التعاون وتبادل الخبرات بين الأجهزة المختصة وعقد العديد من المؤتمرات والملتقيات العلمية و ورشات العمل في هذا الصدد.
ويشار إلى أن دولة قطر شاركت في هذه الدورة بوفد رفيع برئاسة معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، حيث ألقى كلمة بالمناسبة ضمنها رؤية دولة قطر للتعاون والتنسيق بين الدول العربية في المجال الأمني.
كما التقى معاليه بالمناسبة العديد من وزراء داخلية الدول العربية، إلى جانب لقاء جمعه مع معالي السيد احمد أويحيى رئيس الوزراء الجمهورية الجزائرية الشقيقة، تناول التعاون الثنائي وسبل تعزيزها، إلى جانب بحث التطورات والمستجدات على الصعيد الإقليمي والدولي.