نوه خبراء عسكريون روس بالأسلحة التي وردتها مصانع السلاح الروسية للجزائر، وقالت إن المناورات التي يجريها الجيش الوطني الشعبي في إطار برنامج التحضيرات لسنة 2018، أبانت عن “فعالية كبيرة” لتلك الأسلحة، وبالإمكانيات القتالية لأفراد القوات المسلحة الجزائرية. أشارت تقارير إعلامية روسية، إلى أن الجيش الجزائري جرب سلاحين روسيين جديدين هما “لفحة الشمس” ومنظومة الدفاع الجوي “بوك-ام 2 إي”، خلال تمرينين متتاليين بالذخيرة الحية، في منطقة صحراوية قاحلة، في ولاية إليزي بالناحية العسكرية الرابعة (قرب من الحدود الليبية). بحسب المصادر ذاتها، فإن مناورات القوات البرية الجزائرية، التي أجريت الأسبوع الجاري، قرب الشريط الحدودي مع ليبيا، عرفت تجريب راجمات القذائف الصاروخية النارية “تي.أو.أس-1أ”، التي تنتجها روسيا باسم “سولنتسيبيوك” (وتعني باللغة الروسية لفحة الشمس)، مؤكدة على أن ما زاد من فعالية الأداء مستوى التكوين والتدريبات الذي يحصل عليه أفراد القوات المسلحة بمختلف أصنافها البحرية والجوية والبرية. ونقلت وكالة “سبوتنيك” الإخبارية الروسية عن خبراء عسكريين، أن استخدام “لفحة الشمس” في سوريا والعراق، شجع بلدان العالم على تسليح جيوشها ب “لفحة الشمس”، مؤكدين أن راجمات “تي أو إس-1أ”، أثبتت فعاليتها خلال حرب سوريا والعراق ضد الإرهاب، وكان لها إسهام كبير في هزم تنظيم “داعش” هناك. كما استخدمت قوات الجيش الوطني الشعبي في تدريبات واسعة النطاق، منظومة الدفاع الجوي “بوك-أم 2 إي” الروسية الصنع. وفي هذا الصدد، أوضحت جريدة “روسيسكايا غازيتا” (الروسية)، أن أنظمة الدفاع الجوي نجحت في تدمير الأهداف المحددة التي كانت تحاكي وسائل الهجوم الجوي للعدو، مشيرة إلى أن هذه المنظومات ظهرت لأول مرة في هذه المناورات، حيث أثبتت فعاليتها في سوريا، حين اعترضت صواريخ “كروز” وصواريخ باليستية. وكان نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح أشرف الأسبوع الماضي، على تمرينين متتاليين بالذخيرة الحية، في منطقة صحراوية يحاكي صد اعتداء إرهابي غير تقليدي، بمنطقة جانت (ولاية إليزي) القريبة من الحدود الليبية بقرابة 80 كلم. وكانت منطقة عين أمناس في الولاية نفسها، التي شهدت هجوما إرهابيا على مجمع تيڤنتورين للغاز في جانفي 2013، وهي تمارين تحاكي التعامل مع اعتداءات على منشآت صناعية أو نفطية في الجنوب. وعلى الرغم من استغراق مراكز الأبحاث والدراسات الأجنبية على تصوير الجزائر في صورة أكبر مستورد للأسلحة الروسية وغيرها، وزيادة إنفاقها على تحديث ترسانة السلاح لديها مقارنة بباقي دول القارة الإفريقية، إلا أن كل هذه الأرقام تبقى مجرد تقديرات مبنية على معلومات وتقارير تحتاج إلى تدقيق. كما وأن كل ما يجري تداوله في وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية بهذا الخصوص، يظل عاريا من المصداقية؛ كونه لم يصدر عن وزارة الدفاع الوطني التي تعتمد برنامجا طموحا يهدف إلى تحديث مختلف أصناف القوات المسلحة في ما يخص التجهيزات والتدريب ونوعية التكوين، بما يحفظ لأفرادها مستويات الجاهزية القتالية والدفاعية العالية، ومن الطبيعي أن تحظى كل هذه الجوانب بالعناية اللازمة. ويشار إلى أن نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، أشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية، وقبل ذلك على مناورات “طوفان 2018” في الناحية العسكرية الثانية بوهران. وقالت وزارة الدفاع الوطني إن تمرين جانت يدخل في إطار تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2017-2018، الذي قامت به بعض وحدات القطاع مدعومة بمروحيات الإسناد الناري، بموضوع “المجموعة الفرعية التكتيكية في صد هجمة غير تقليدية”. وبالمناسبة ذاتها، شدد ڤايد صالح على أن الجزائر تقع في منطقة استراتيجية ذات طابع جيو- سياسي غير مستقر، الأمر الذي يستدعي من القوات المسلحة أن تكون دائما، ومهما كانت الظروف، عند حسن ظن شعبها فيها، وفي مستوى عظمة المهام التي تتشرف بأدائها.