اعتقلت مصالح الشرطة بوهران، مساء أمس الجمعة، الصحفي والمدون سعيد بودور والمبلغ عن الفساد في ميناء وهران، نور الدين تونسي في موقعين مختلفين، ما يرجح أنهما كانا محل ملاحقة وتتبع. وتم نقلهما إلى مقر الأمن الولائي لوهران، دون أن يخضعا للتحقيق. وتم اقتيادهما في الليل على متن سيارة تابعة للأمن الوطني إلى الجزائر العاصمة. ولا يعرف أهالي الموقفين أسباب توقيفهما. ففيما ذكر أفراد عائلة نور الدين تونسي أنه هاتف شقيقه بعد الإفطار وطلب منه الحضور إلى مقر الأمن الولائي لاسترجاع سيارته وهو ما تم قبل متصف الليل، دون أن يتمكن شقيقه الذي استرجع السيارة من الحديث معه. فإن مكتب وهران للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أصدر أمس في حدود العاشرة ليلا بيانا، أكد فيه توقيف الصحفي والمناضل في هذه الرابطة سعيد بودور، على الساعة السابعة والنصف من مساء الجمعة قرب مكتب الرابطة في شارع العربي بن مهيدي بوسط المدينة. وكان والده قبلها قد استقبل في مسكنه في سيدي معروف التابع لبلدية سيدي الشحمي أعوانا للشرطة بالزي المدني طلبوا منه أن يخبر ابنه بأنه مطلوب لدى مديرية الأمن الولائي، وهو ما تكرر صباح أمس الجمعة. ليتم اعتقال سعيد بودور مساء قبل أذان المغرب في وسط المدينة. وكان سعيد بودور قد أبلغ زملاءه في الرابطة الحقوقية في اجتماع انعقد بعد زوال أمس الجمعة، أنه عازم على التقدم أمام الشرطة يوم الأحد. وهو الاجتماع الذي شارك فيه نور الدين تونسي العضو هو الآخر في الرابطة الحقوقية، ولم يذكر أنه محل ملاحقة من الشرطة. كما تأكدت "الخبر" أن عناصر الشرطة الذين أوقفوا بودور وتونسي لم يقتحموا مسكنيهما، كما لم يقوموا بأية عملية حجز باستثناء هواتفهما النقالة التي كانت معهما. ويرجح زملاء الموقوفين في وهران أن لتوقيفهما "علاقة بما دوناه على صفحتيهما في الفايسبوك بخصوص قضية حجز 701 قنطار من الكوكايين في ميناء وهران". في حين ذكر أفراد عائلة نور الدين تونسي أن ضباطا من الاستعلامات العامة للأمن الوطني اتصلوا به مباشرة بعد استفادته من البراءة في الدعوى القضائية التي رفعتها ضده إدارة ميناء وهران، الذي كان يشتغل فيه، وطلبوا منه أن يفيدهم بمعلومات حول هذه المؤسسة وخبايا التسيير، وهو ما فعله حيث التقى بهؤلاء المحققين عدة مرات خلال الأسبوعين الماضيين في مدينة وهران "واشتغل معهم". وكان هذا المبلغ عن الفساد قد طلب في العديد من تدخلاته العمومية من المدير العام للأمن الوطني أن يفتح تحقيقات في الشكاوي التي أودعها في وهران فيما يخص "قضايا فساد في الميناء" وكذا المضايقات التي يتعرض لها منذ أكثر من خمس سنوات.
ومن جهة أخرى تميز الصحفي السابق في قناة "كاي.بي.سي"، والذي يشتغل حاليا مع عدد من المواقع الإخبارية الإلكترونية، وهو أيضا عضو مؤسس للنقابة قيد التأسيس للإعلام الإلكتروني، بانتقاداته اللاذعة "للسلطة". كما أنه كان أحد المنشطين للبيان الصادر قبل أسبوعين ضد توقيف وإعادة النازحين الأفارقة إلى بلدانهم. وهو البيان الذي أصدرت على أساسه هيئة الأممالمتحدة بيانا تدين فيه الجزائر. وانفرد في الأسبوع المنقضي بكتابات وتدخلات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقناة "المغاربية" حول قضية حجز 701 قنطار من الكوكايين. وقد عبر عشرات المناضلين والمواطنين عن تضامنهم مع سعيد بودور ونور الدين تونسي، بعد نشر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لبيانها.