هدد رئيس بلدية بجاية، السيد حسين مرزوقي، بالدعوة الى تنظيم مسيرة شعبية احتجاجية وسط مدينة بجاية، إن لم تتدخل الجهات المسؤولة، في إشارة إلى والي الولاية، من أجل إنهاء الانسداد القائم بشأن الشركة الخاصة بجمع القمامة “بوجي نت”، وذلك بدعوة الوالي إلى الضغط على مسؤولة خزينة البلدية لأجل ضخ مبلغ 70 مليارا من خزينة البلدية لفائدة الشركة الخاصة حتى تتمكن من الشروع في عملها في أقرب وقت. وأوضح رئيس البلدية أنه تنازل عن كثير من الأمور التي تدخل ضمن صلاحياته وقدّم رأسه عربونا للمشاكل، بالتوقيع على تسخيرة تسمح لمسؤولة خزينة البلدية بضخ المبلغ المطلوب دون جدوى، حيث تصر المسؤولة المعنية على رفض التوقيع على الوثيقة التي تمكن قابض البلدية من ضخ المبلغ في حساب الشركة الخاصة “بوجي نت”، رئيس البلدية قال أمام تجمع ليلي للمواطنين، إن الوضع البيئي الذي تعيشه مدينة بجاية لا يليق حتى بالحيوان، وقال أمام المواطنين إنه بذل كل ما في وسعه ولم يدخر أي جهد لتغيير الوضع، لكن القوى المعارضة تأبى السير في الخط. نائب رئيس البلدية المكلف بالنظافة، السيد رشيد منصوري، اتهم مجموعة من الوسطاء بعرقلة الصفقة لم يتردد بوصفهم باللوبي الرافض لتأسيس شركة “بوجي نت”، مؤكدا أنها الحل الوحيد للتخلص من كتل النفايات التي تحولت إلى سلاسل جبلية بشوارع المدينة وندد بصمت الجهات المسؤولة أمام تفرعن مسؤولة واحدة في البلدية. والي بجاية السيد مزهود توفيق، ورغم مصادقة مصالح الولاية على مداولة البلدية لتأسيس الشركة الخاصة ومنحها قرضا يسدد بالتقسيط والمقدر بحوالي 70 مليار سنتيم، فضّل الوقوف إلى جانب مسؤولة خزينة البلدية الرافضة الاستسلام للضغوطات والتهديدات، معترفا بأنها من الناحية القانونية هي على صواب عكس مصالح البلدية التي تماطلت في معالجة القضية ولم تتحرك إلا بعد فوات الأوان، خاصة وأن المبلغ المطلوب صودق عليه في ميزانية 2017 والتنفيذ المفروض أن يكون في ميزانية 2018 وهو ما لا يصح قانونا، وبالتالي أكد ضرورة انتظار سنة 2019 لرفع الانسداد. وفي انتظار ذلك، أمر الوالي مصالح البلدية بتعيين مقاولات صغيرة تقوم بجمع القمامة، وهو ما لم يرض مسؤولي البلدية الذين يصرون على ضخ المبلغ المطلوب. مسؤولة خزينة البلدية التي رفضت كشف الأسباب التي دفعتها إلى التمسك بموقفها، أسرّت إلى بعض زملائها بعدم وجود أي نص قانوني يسمح لها بضخ المبلغ لفائدة الشركة الخاصة، وأن تسخيرة رئيس البلدية لا توفّر لها الحماية المطلوبة. وفي انتظار التوصل إلى توافق بين الأطراف المتخاصمة، تبقى بجاية أكبر مدينة تعج بالأوساخ ومصدرا رهيبا لانبعاث الروائح الكريهة التي لا تنقطع في الليل كما في النهار.