نشر موقع "ميديابارت" الفرنسي تقريرا لخّص فيه ما تسرب حتى الآن من معلومات بخصوص "صفقة القرن" التي تعمل واشنطن على وضعها في محاولة منها لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ووصف التقرير الخطة التي يعمل عليها مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنير للتوصل إلى "صفقة القرن" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بأنها تنحاز بشكل كبير إلى الجانب الإسرائيلي، متجاهلة المكاسب التي تحققت خلال عقدين من المفاوضات بين الطرفين، والمعطيات التاريخية، علاوة على السياق الجيوسياسي. وبين الموقع أن "مشروع هذه الصفقة قد صُمم بشكل أساسي من قبل ثلاثة أشخاص وهم كوشنير وجيسون غرينبلات وسفير الولاياتالمتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، بينما لا يمتلك هذا الثلاثي أي خبرة دبلوماسية ولا معرفة بخصوصيات المنطقة العربية، إذ أنهم ليسوا مدركين سوى للمصالح الإسرائيلية". وتتضح من خلال التسريبات الدبلوماسية لمحة أولية عن هذه الوثيقة "الصادمة"، حسب تعبير المصدر، التي تتمثل أولى أساسياتها في عدم إشارتها بشكل مباشر إلى حل قيام دولتين، المبدأ المعترف به دوليا لحل النزاع الشرق أوسطي. وبدلا من هذا الحل، تقترح خطة كوشنير أن تكون الضفة الغربية "شبه دولة" منزوعة السلاح، وذات سيادة محدودة، لعاصمتها المستقبلية. وفيما يتعلق بقضية اللاجئين، فالخطة على ما يبدو لا تقبل بعودتهم إلى ديارهم ولو بشكل رمزي. وتتحدث الخطة أيضا عن حلول لقطاع غزة الذي يعاني أوضاعا اجتماعية واقتصادية كارثية في ظل استمرار الحصار، مركزة على ضرورة تقديم المساعدة "الإنسانية" لسكان القطاع. وحسب التقرير، فإن مصر والأردن دعتا ممثلي ترامب إلى ضرورة التروي بشأن تطبيق هذه الخطة، فيما أعرب العاهل الأردني عبد الله الثاني، عن قلقه من استنتاجه أنه باستثناء المال، لم تتضمن الخطة أي اقتراحات حلول لقضية اللاجئين. أما العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، فقد عبر من جانبه عن عدم موافقته لا على الخطة الأمريكية ولا على الدعم الذي منحه ابنه ووريثه محمد لهذا المشروع، الذي يتعارض بشكل تام مع المبادرة العربية، المطروحة عام 2002 باسم الملك السعودي.