أبلغ المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، القناصلة الأوروبيين المعتمدين في القدس، في لقاء جمعه بهم قبل أيام، أن «صفقة القرن» الجاري إعدادُها باتت في المرحلة الأخيرة، وأنها ستعلن قريباً. ونقل عنه أحد المشاركين في اللقاء قوله، إن «الطبخة على النار، ولم يتبق سوى إضافة القليل من الملح والبهارات». كما قال غرينبلات رداً على سؤال عن فرص تطبيق الخطة في حال رفض السلطة الفلسطينية الانخراط في التسوية التي ترعاها أمريكا، إن «الفلسطينيين ليسوا طرفاً مقرِّراً، والخطة الجاري إعدادها هي خطة للإقليم، الفلسطينيون طرف فيها، لكنهم ليسوا الطرف المقرِّر، بل الإقليم"، في إشارة إلى مراهنة أمريكا على "حلفائها" العرب في المنطقة للضغط على الفلسطينيين لقبولها. ووفقا لوكالة "سما" الفلسطينية، نقل المصدر عن المبعوث الأمريكي قوله للأوروبيين إن واشنطن تريد أن تنهي عمل «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا)، إذ «لا يُعقل أن تظل الوكالة تعمل إلى أبد الدهر، يجب أن نضع تاريخاً محدداً لعملها»، معتبراً أن "الأجيال الجديدة من اللاجئين ليست لاجئة، لأنها وُلدت في أرض جديدة!". وقال: «ندعم الوكالة، لكن ليس إلى الأبد، نريد تاريخَ نهاية محدد، ومستعدون للالتزام به". وكرر أن الخطة التي يعدُّها بالتعاون مع فريق يضم كلاً من المستشار الخاص للرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنير، والسفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان، «للتنفيذ وليست للتفاوض»، موضحاً: «إما أن يقبلها الفلسطينيون وإما أن يرفضوها، لكن لا يمكننا التفاوض عليها". وقال ديبلوماسي غربي بارز ل«الحياة»، إن الاتحاد الأوروبي نصح الفلسطينيين بعدم اتخاذ مواقف متشنِّجة، والانتظار إلى حين عرض الخطة رسمياً، ثم إعلان موقف منها. وأضاف: «قلنا لهم لا أحد يمكنه أن يحلّ محل أمريكا في رعاية عملية السلام، والإسرائيليون لا يستمعون إلى ما يقوله الأوروبيون أو أي طرف آخر وإنما للأمريكيين فقط، لذلك لا خيار أمامكم سوى الانتظار حتى يقول الأمريكيون كلمتهم.. وفي حال كانت غير مناسبة، يمكن الفلسطينيين أن يقولوا لا، ويمكن لأوروبا أن تتحدث مع الأميكيين وتطلب منهم التعديل، لكنها لا يمكن أن تحل محل أمريكا، والسبب هو رفض الجانب الإسرائيلي أي تدخل خارجي، باستثناء الأمريكي". ويرى غرينبلات أن الهدف من عملية السلام هو إقامة تحالف إقليمي يضمُّ العرب وإسرائيل لمقاومة «الخطر الإيراني» و«الإرهاب». وقال في هذا اللقاء وفي لقاءات سابقة، إنه لا يمكن إقامة تحالف إقليمي من دون حل المشكلة الفلسطينية. لكنه أضاف أنه «لا يمكن ترك الطرفين ليتفاوضا إلى الأبد.. لا بد من تقديم حل يرضي الأطراف كافة وتطبيقه". ولا يخفي الفلسطينيون قلقهم من محاولة الإدارة الأمريكية إيجاد «قيادات بديلة» أو تجنيد ضغط دولي وإقليمي عليهم. وقال مسؤول فلسطيني بارز: «حاول غرينبلات عقد لقاءات مع شخصيات فلسطينية، اقتصادية وسياسية، إلا أنها رفضت، لأنها تعلم أن السلطة تقاطعه وفريقه». وأضاف: «لا نقاطع أمريكا، بل الفريق السياسي للرئيس ترامب، لأننا نعرف أنه يعِدُّ خطته بالتعاون التام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو». وكرر: «الخطة الجاري إعدادها إسرائيلية وليست أمريكية".