أخذ موقف واستياء مواطني الجلفة، شكل كرة الثلج، ليتحول الغضب والإنزعاج من غياب مسؤولي الدولة والحكومة عن جنازة المجاهد العقيد أحمد بن الشريف، الذي ووري جثمانه الثرى، مساء أول أمس، بمنطقة الزميلة. وتعددت المطالب والنداءات، فالكثير من الشباب تساءل عن أسباب هذا التهميش وهذا الغياب الجماعي عن الجنازة. مؤكدين ”إننا نعلم أن الوفاة جاءت في توقيت العطل السنوية للمسؤولين، لكن لا يعقل أن يكون كل مسؤولي البلاد خارج الوطن، كما حاول البعض تسويقه لهؤلاء الشباب”. من جهة أخرى، رفعت فئة من المثقفين والنخبة والمجاهدين طلبا للسلطات المركزية والمسؤولين في هرم السلطة، بأنه لا زالت لديهم فرصة لإعادة الإعتبار للمرحوم المجاهد أحمد بن الشريف، ومن خلاله إلى ولاية تجاوز سكانها المليون و300 ألف نسمة، بالحضور إلى أربعينية الفقيد وإعطاء الرجل حقه الذي يستحقه. بالمقابل انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي واشتعلت بمنشورات وتعليقات تنوّعت معانيها ومقاصدها، لكنها كلها اجتمعت على وصف واحد، وهو أن ما حدث في جنازة العقيد يمثل حقرة وإساءة لتاريخ الرجل وهو الذي قدّم الكثير لهذا الوطن. كما طرح الكثير من نشطاء المواقع عديد المقارنات بين شخصيات فارقت الحياة وتملك تاريخا مثل تاريخ العقيد بن الشريف أو أقل، إلا أنها حظيت باهتمام السلطات العليا التي سجلت حضورها من خلال تواجد أعضاء الحكومة. وتساءل البعض عن عدم حضور ممثل عن رئاسة الجمهورية لقراءة التأبينية اعترافا بتاريخ الرجل الذي شهدت له به الكثير من الشخصيات، آخرهم المجاهد والرئيس الأسبق الشادلي بن جديد رحمه الله في مذكراته.