في جنازة لم تشهدها العاصمة الجزائر منذ رحيل الزعيم هواري بومدين، وفي جو جنائزي مهيب، ووري الرئيس الأول للجزائر المستقلة، أحمد بن بلة، الثرى بمربع الشهداء بمقبرة العليا، في موكب عسكري، خرج جثمان بن بلة، من قصر الشعب متجها إلى مثواه الأخير، في موكب رسمي يتقدمه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي وقف عند جميع المحطات التي نزل فيها جثمان الفقيد، فبعد الإعلان الرسمي لوفاة أحمد بن بلة اتجه رئيس الجمهورية لمنزل بن بلة ليعزي أسرته وأقاربه، وبعدها رافق الجثمان إلى قصر الشعب، أين ألقى عليه النظرة الأخيرة، ليمشي متقدما في الصف الأول، لتشييع جثمان الراحل بن بلة إلى الرفيق الأعلى. وشيّع، أمس، جثمان فقيد الجزائر، الرئيس الأول للجزائر المستقلة، المرحوم احمد بن بلة، الذي كان يردد دائما أن القرآن الكريم كان الرفيق الوحيد له في الفترات التي قضاها في السجن، شيّع بعد صلاة الجمعة بمربع الشهداء في مقبرة العاليةبالجزائر العاصمة بحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وزعماء ورؤساء كل من تونس محمد منصف المرزوقي والصحراء الغربية محمد عبد العزيز ، بالإضافة إلى الوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد الاغدس ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران ومستشار الملك محمد السادس طيب فاسي فهري ونجل أمير دولة قطر جوعان بن خليفة آل ثاني والوزير الأول السابق المغربي عبد الرحمان يوسفي، كما حضر مراسم الدفن الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد وعلي كافي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة ومسؤولون سامون في الدولة. كما برزت العديد من الشخصيات السياسية العربية، يتقدمهم، رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي وممثل رئيس اللجنة الإفريقية مفتاح مصباح أزوان وكذا الأمين العام المساعد للجامعة العربية محمد صبيح فضلا عن ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، كما حضر التشييع أيضا العديد من ممثلي الأحزاب تنظيمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية إضافة إلى جمع غفير من المواطنين. وفي كلمة تأبينية، ذكر، وزير المجاهدين، محمد شريف عباس بخصال الفقيد الذي كان "رجلا كبيرا وهامة سامقة من أبناء الجزائر رجل من رجالها الأفذاذ وأبنائها الأوفياء المخلصين"، مؤكدا " أنه كان المجاهد الكبير بكل التأكيد الذي جمع بين معجزة قلب والعقل والرجل العظيم الذي وهب نفسه للجزائر مكافحا ومناضلا". كما أضاف، محمد الشريف عباس في تأبينيته الرسمية، أن "التاريخ سيشهد لابن بلة أنه كان وسيبقى الرجل المثال لمن امتلأ فؤاده بحب الوطن والمؤمن بالقضية والمتشبث بالوطن"، مضيفا، "لقد شاءت إرادة الله أن تغادرنا في أيام مميزة للاحتفال بالذكرى الخمسين لثورة نوفمبر وأنت أول من قاد وساهم في افتكاك الاستقلال والحرية التي كنتم تناشدون لها قائدا وحكيما هي جوهرة ... سيذكر التاريخ أنكم كنتم واقفون جنبا إلى جنب مع القضايا العادلة في إفريقيا وفي الوطن الرئيس بوتفليقة يرافق جثمان الفقيد بن بلة إلى قصر الشعب وقد دخلت الجزائر في حداد وطني منذ الأربعاء الماضي، بقرار من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على اثر وفاة الرئيس الأول للجمهورية الجزائرية المستقلة وأحد مهندسي الثورة التحريرية وأبرز الشخصيات العالمية وأحد عقلاء إفريقيا، أحمد بن بلة، ومباشرة بعد وفاته، أعلن رئيس الجمهورية، حداد وطنيا لمدة ثمانية أيام. وبعدما عزّى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عائلة الراحل أحمد بن بلة، حيث انتقل إلى منزل الراحل أين التقى ببعض الوجوه التاريخية كأحمد محساس ورفقاء الدرب، رافق السيد الرئيس، أول أمس، جثمان الفقيد احمد بن بلة من مقر سكناه إلى قصر الشعب بالعاصمة في حدود الساعة الحادية عشر صباحا،.حيث تم عرض جثمانه بقصر الشعب لتمكين أفراد الأسلاك النظامية والمواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة عليه، وهو مسجى بالعلم الوطني الذي حلم به في شبابه خفاقا حرا وكافح من أجله برفقة الملايين من الجزائريين والجزائريات حتى انتزعت الجزائر استقلالها وسيادتها. وفي جمع مهيب، كان رئيس الجمهورية، قد ألقى كغيره من المئات من المواطنين النظرة الأخيرة على جثمان المرحوم بن بلة، ليتوالى بعده كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء الحكومة وشخصيات وطنية سياسية وتاريخية وأصدقاء الفقيد إضافة إلى العديد من المواطنين سيما من الذين عايشوا الثورة التحريرية وعاصروا المرحوم فأحبوه وتأثروا بمواقفه وخطبه وأفكاره. وكان من بين الذي وقوفوا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أحمد بن بلة مواطنون بسطاء سيما من الذين عايشوا الثورة التحريرية وعاصروا المرحوم فأحبوه وتأثروا بمواقفه وخطبه وأفكاره فكانت شهاداتهم صادقة معبرة مفعمة بالوطنية وبكثير من الحنين الى تلك المرحلة انتزعت خلالها الجزائر كرامتها بعد 132 سنة من الاستدمار والاحتلال. ليوقّع بعدها الرئيس على سجل التعازي، وهو في غاية التأثر لفقدان القائد الرمز الذي أكد أنه " كان وظل في مقدمة الصفوف المكافحة على الدوام من أجل عزة الجزائر وكرامتها".