اجتاحت القارة الأوروبية موجة حر شديدة، حيث وصلت درجات الحرارة في بعض البلدان إلى أكثر من 45 درجة، ما أدى إلى ذوبان قمة جليدية في السويد وإيقاف أربعة مفاعلات نووية فرنسية عن العمل، فيما لجأ المواطنون والسياح إلى الأنهار والبحار للتخفيف من حدة القيظ. وتصدرت البرتغال القائمة مسجلة 45.2 درجة في ألفيغا قرب لشبونة، وهي درجة حرارة قياسية تاريخية، في حين تجاوزت الحرارة في أماكن أخرى في البلاد 40 درجة، وفق هيئة الأرصاد الجوية. في البرتغال وإسبانيا وفرنسا، لا تزال الأرصاد الجوية تتوقع ارتفاع درجات الحرارة السبت. واستعدادا ليوم أصعب في البرتغال، وضعت11 منطقة من الشمال إلى الجنوب في حالة تأهب قصوى حتى الأحد. في إسبانيا المجاورة، لم يكن الوضع أحسن حالا، إذ يعد يوم الجمعة بين أكثر أيام الصيف قيظا، مع تسجيل 40 درجة في مدريد و42 درجة في إشبيلية في الأندلس في الجنوب و44 درجة في باداخوث (بطليوس) في الجنوب الغربي، وفق الأرصاد الجوية. وتسببت درجات الحرارة هذه بوفاة شخصين بسبب "ضربة شمس" هذا الأسبوع أحدهما عامل على طريق سريع والثاني رجل عمره 78 عاما كان يعتني بحديقته. وستظل درجات الحرارة في الكثير من مناطق إسبانيا والبرتغال فوق 40 درجة مئوية حتى يوم الأحد على الأقل وقد تزيد بواقع درجتين أو ثلاث درجات. وقد يرفع هذا درجات الحرارة إلى أكثر من المستوى القياسي الذي سجلته أثينا عام 1977 عندما بلغت درجة الحرارة 48 درجة مئوية. وفي سويسرا، سمح الجيش لجنوده بارتداء السراويل القصيرة والقمصان بدلا من الزي التقليدي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بينما سجلت خدمات السكك الحديدية زيادة كبيرة في عدد الركاب، خاصة باتجاه جبال الألب. وفي الطرف الآخر من أوروبا، لا تزال درجات الحرارة مرتفعة بصورة غير مألوفة في السويد وتتراوح حول 30 درجة بعد أن كان جويلية الأكثر سخونة في البلد الشمالي منذ أكثر من 250 عاما. وأدت درجات الحرارة القياسية المسجلة في القطب الشمالي إلى ذوبان جليد القمة الجنوبية لجبل كيبنكايس بحيث لم تعد أعلى قمم السويد، بحسب دراسة علمية. وتبين أن القمة الجنوبية فقدت أربعة أمتار من الثلج في شهر جويلية وحده. ومعنى ذلك أن القمة فقدت 14 سنتيمترا من الجليد يوميا في المعدل خلال الشهر الماضي الذي شهدت فيه السويد درجات حرارة قياسية أدت إلى اندلاع حرائق غابات لم توفر مناطق قطبية. وفي النرويج لجأت حيوانات الرنة إلى أنفاق المرور طلبا للبرودة، ودعت السلطات سائقي السيارات إلى مزيد من الحذر لعدم صد الحيوانات التي باتت تختبئ بأعداد أكبر في الأنفاق، بحثا عن البرودة، بعد أن سجلت درجات الحرارة في هذا البلد درجات قياسية وصلت إلى 31.2 درجة. أما في إيطاليا، وبعد ارتفاع الحرارة إلى 40 درجة في بداية الأسبوع في سردينيا وشمال البلاد، عادت إلى 35 درجة القريبة من المستوى المعتاد في هذا البلد المتوسطي. وفي روما، حيث يمكن لأي كان أن يشرب من النوافير العامة، توزع الحماية المدنية زجاجات المياه على السياح. وأعلن الاتحاد الزراعي الرئيسي في إيطاليا عن تراجع إنتاج الأبقار الحلوب بنسبة 15% علما أن إنتاج الحليب مهم مع ارتفاع استهلاك المثلجات والذي سجل زيادة من 30% هذا الأسبوع. وفي فرنسا، وضعت 66 من 95 دائرة في حالة تأهب مع درجات حرارة تزيد عن 30 درجة في كل مكان تقريبا ما عدا الشمال الغربي، وتصل إلى 40 درجة في الجنوب. وأعلنت شركة الكهرباء "أو دي إف" السبت أنها أوقفت أحد المفاعلات النووية في منطقة "أو رين"، ليرتفع عدد المفاعلات التي تم إيقافها بسبب الحرارة الشديدة إلى أربعة. وفي ألمانيا قالت شركة السكك الحديدية دويتشه بأن إنها ستقدم المياه مجانا للركاب في حالة حدوث تأخير وستواصل تشغيل أجهزة التكييف في قطاراتها حتى لو كانت خاوية. وأخيرا في النمسا وإن لم تبلغ الحرارة 40,5 درجة وهي المعدل القياسي المسجل في 2013، فالجو لا يزال حارا جدا ويحول دون تسيير عربات سالزبورغ الشهيرة في الشوارع إذ يحظر القانون تشغيل الخيول عندما تتجاوز الحرارة 35 درجة. في المقابل، يتوقع أن تعود مناطق أخرى إلى درجات حرارة أكثر تحملا بالسرعة الكافية. ففي السويد، من المتوقع أن تهب عواصف رعدية في جميع أنحاء البلاد السبت. وفي حين ترتفع الحرارة في جنوببريطانيا، ينهمر المطر في الشمال.