تجاوب قطاع واسع من المواطنين مع حملة التنظيف الوطنية التي دعت إليها وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، وانطلقت فيها أمس من حي باب الوادي على الساعة الثامنة صباحا، وتمس كل أحياء التراب الوطني تحت شعار ”جيب جيرانك نقوها ونخلوها نقية” بالشراكة مع مختلف القطاعات الوزارية، الجماعات المحلية، المجتمع المدني. وتزامنت المبادرة التي روجت لها الوزيرة منذ يومين مع ظهور وباء الكوليرا بعدة ولايات وتسببه في وفاة 3 أشخاص ودفع 163 آخر يعاني من أعراضه إلى مصالح الاستعجالات موزعين بين مستشفى بوفاريك بالبليدة والقطار بالعاصمة، وهو ما ساعد في استقطاب الكثير من المواطنين للمشاركة في المبادرة، في ظل تساؤلات حول استمرار هذه المبادرات على المستوى الشعبي، أم أنها ستتوقف بمجرد اختفاء وتوقف الأخبار التي تتحدث عن الوباء. وتسعى زرواطي من وراء المبادرة، بحسب ما نشرت على صفحتها في فيسبوك، إلى ”تحسيس المواطن وتشجيعه للحفاظ على بيئته واستدامة نظافتها”، وتُظهر الصور المعروضة تفاعل جموع المواطنين مع الفكرة والتفافهم حولها بشكل مقبول ومتفاوت من ولاية إلى أخرى. وألحت الوزيرة في منشورها على دعوة ”المواطنات والمواطنين للمساهمة بقوة في هذه الحملة التي نتمنى أن تنتشر كثقافة وسط مجتمعنا ويكون لها أثر مستدام في بلدنا”. من جهتها شاركت المديرية العامة للأمن الوطني في حملة التنظيف التي أطلقتها وزارة البيئة والطاقات المتجددة، وذلك عبر حملات تحسيسية لفائدة المواطنين حول ضرورة الحفاظ على نظافة المحيط. وسطرت مصالح الأمن عبر كافة التراب الوطني عدة نشاطات جوارية تتمثل خاصة في توعية المواطنين وتحسيسهم من مخاطر الأضرار بالبيئة وما ينجر عنها من تبعات، بالإضافة إلى شرح الجانب الردعي للمخالفين. وبالمناسبة أكدت وزيرة القطاع فاطمة الزهراء زرواطي أن توفر الإرادة السياسية والتكنولوجيات ورصد أغلفة مالية كبيرة لتمويل الاستثمارات المسطرة ضمن استراتيجيات المحافظة على البيئة، ”كلها إجراءات لن تحقق الأهداف المتوخاة” ما لم يتبنَّ المجتمع السلوكيات الحضرية السليمة، مبدية أسفها ”لغياب هذا الحس الحضري في المجتمع”. وأكدت أنه لتعزيز آلية الردع يجري الآن التفكير جديا في استحداث عقوبة تطبق بقوة القانون على كل من يثبت عليه جرم تلويث البيئة، كاشفة عن رفع مقترح استحداث عقوبات ضد الملوثين إلى مجلس الحكومة. وقد تمكن المتطوعون من جمع نحو 400 طن من النفايات، وتظل العملية متواصلة، لتشمل جميع أحياء الوطن، بحسب منشور الوزيرة.