أحدثت معلومات ومشاهد غير واضحة حول ارتداء محامي جبته والرقص داخل أستوديو أثناء تسجيل حصة تلفزيونية على إحدى القنوات الخاصة، جدلا واسعا وسط مسؤولي اتحاد هيئة الدفاع بالجزائر العاصمة. ودفعتهم إلى الاتصال بالمنظمات الجهوية للنواحي الموزعة عبر التراب الوطني، لموافاتهم باسم الأستاذ وعنوانه المهني وأيضا دعوته إلى مقر النقابة التي ينتمي إليها واستفساره عن القضية، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وأفاد مصدر مؤكد ل "الخبر" أن "الاتصالات بين الزملاء على مستوى منصات التواصل، قادت إلى تحديد المجلس الذي ينتمي إليه، ويتعلق الأمر بالأستاذ بوخنفرة منير المتربص بمنظمة ناحية خنشلة منذ نحو سنتين تقريبا". وطلب الاتحاد من النقباء، بحسب إفادات المصدر ذاته، استدعائه والتأكد من حقيقة المعلومات، خاصة وأن هذه الأخيرة، يتابع المتحدث، وصلت إلى علم مسؤولي الهيئة بقراءات مختلفة ومبتورة عن سياقها، ما جعلتهم يدرجونها ضمن خانة المساس بشرف المهنة وتستدعي استجواب المعني". وتمكنت "الخبر" من الاتصال بالمحامي المتربص أمس، وحينها ذكر أن نقيب المحامين لناحية خنشلة، الأستاذ لقصوري، والاتحاد بشكل عام تلقوا معلومات تفيد بأنني شاركت في حفل راقص مرتديا الجبة السوداء، وعلى هذا الأساس دعيت للحضور إلى مقر النقابة بخنشلة، وبدوري امتثلت وأوضحت للسيد النقيب بأن تلك المعطيات مغلوطة وبُترت من سياقها وحُرِّفت ثم تقاسمها البعض على مستوى منصات التواصل بطريقة فُهمت من قبل الهيئات النقابية للمهنة، بأنها خرقا لأخلاقيات المهنة". والحقيقة، يواصل المتحدث، "لقد شاركت في حصة تلفزيونية فكرية لا يوجد فيها رقص ، بعد اختيار رسالتي في عملية سحب الرسائل النصية الهاتفية". وبالنسبة لارتداء الجبة في "بلاطو" الحصة أوضح المتحدث "إن قانون اللعبة يفرض على المشاركين ارتداء هندامهم المهني كل حسب اختصاصه ومجاله، وعليه جيءَ لي بجبة من قبل الفريق التقني وطُلب مني ارتداءها، مؤكدين بأنه أمر طبيعي سبق وأن قام به محامون مروا من هنا، لكن بعد مرور أيام، يواصل المعني، تفاجأت بمحامي ينتمي إلى ناحية عنابة يُدعى الأستاذ عبد الرحمان عمارة، ينشر صوري بصفحته بموقع "فايسبوك" ويطلب مساعدته في العثور على عنواني واسمي، إلى أن تلقيت استدعاءً رسميا من قبل نقيب المنظمة التي أنتمي إليها". وتابع المعني بأن "السيد نقيب منظمة خنشلة قدم لي توجيهات مهنية حول كل ما يتعلق بواجب التحفظ وشرف المهنة، وطلب مني تحرير عريضة لتوضيح الرؤى وغلق باب الإشاعات، التي رافقت بث الحصة التلفزيونية". وانقسم أصحاب الجبة السوداء ممن علقوا على القضية في منصات التواصل، بين من اعتبر الأمر يندرج في إطار الانفتاح السمعي البصري ومشاركة المحامين في حصص لا يشكل خطأ مهني، وبين من رآه تصرفا مناف لأخلاقيات المهنة، كون المتربص ظهر مرتديا الجبة خارج الإطار المخصص لها. وفي تقدير زملاء آخرين فإن الوقائع لا تستحق كل هذا التضخيم، خاصة في ظل غياب نص قانوني يتناول هذه التصرفات بدقة واستفاضة، بالمقارنة مع انشغالات أخرى للمحامين كالتصدي لممارسات غير مهنية وهي أجدر بالمعالجة والاهتمام.