كشفت تقارير صحفية غربية أن السبب الرئيسي لسحب الكنفدرالية الإفريقية تنظيم كأس أمم إفريقيا (2019)، من الكاميرون هو التهديد الأمني الذي بسببه صدر تقرير أمريكي استخباراتي حذر من هجمات خلال فترة تنظيم الحدث القاري شهر جوان القادم. حسب ذات التقرير، فإن تخوف مسؤولي الكاف من التهديدات الأمنية جاء بسبب خلافات سياسية استفحلت في الآونة الأخيرة في شرق وجنوبالكاميرون، عقب الاحتجاجات المتواصلة على الرئيس بول بيا. واتخذت الكاف قرارها بناء على تقرير للجنة استطلاع كشفت تأخراً كبيراً في إعداد الملاعب والطرق والفنادق لتنظيم الكأس القارية. من جهة أخرى، قررت الكاميرون الطعن في قرار تجريدها من تنظيم كأس إفريقيا، رغم أن الكاف أعلنت، في بيان لها، أن قرارها غير قابل للطعن، منتقدة القرار بشدة، استنادا إلى نفس التقارير، في وقت لم تتفاجأ الصحافة الكاميرونية بقرار الكاف، حيث كانت تتوقع القرار بحسبها، ومع ذلك، لم تتحمل القرار الذي انتقدته بشدة، واعتبرت الكاف في نفس البيان أن الكاميرون سيكون مرشحا جادا لتنظيم النسخ القادمة. وستتكبد الكاميرون خسائر كبيرة بسبب الأموال التي اقترضتها لإجراء الأشغال في الملاعب، وهو ما يعرض صورتها إلى أضرار، على خلفية قرار سحب التنظيم منها. ولم يصدر أي رد فعل رسمي من السلطات الكاميرونية. وبحسب تقارير صحفية كاميرونية، فإن الاتحاد الكاميروني تلقى تعليمات من السلطات السياسية بعدم التعليق على القرار، إلى غاية صياغة قرار رسمي من طرف الحكومة والإعلان عنه رسميا في الوقت المناسب، فيما وصفت الصحافة المحلية القرار بالصدمة وراحت تشبه تأثيره بسقوط السماء على الكاميرونيين. جنوب إفريقيا ومصر تنافسان المغرب على استخلاف الكاميرون بمجرد إصدار القرار الخاص بسحب تنظيم كأس أمم إفريقيا (2019) من الكاميرون، دخل المغرب في حالة طوارئ لاستباق مصر وجنوب إفريقيا لإظهار للكنفيدرالية الإفريقية أنه الأجدر باستخلاف الكاميرون في استضافة الدورة القادمة، خوفا من إحراز هذين البلدين العملاقين على نقاط قد تقنع أصحاب القرار على مستوى الكاف بصرف النظر عن المملكة المغربية ومنح ثقتهم لأحد البلدين إما مصر أو جنوب إفريقيا بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة. واستضاف المغرب في فيفري الماضي بطولة أمم إفريقيا للمحليين “شان 2018”. وفي شهر جوان، فشلت المملكة للمرة الخامسة في سعيها للفوز باستضافة المونديال، بعدما تقدمت بترشيح لاستضافة نهائيات 2026، إلا أن تصويت الجمعية العمومية للفيفا صب لصالح ملف مشترك بين الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك. أما جنوب إفريقيا، فتعد من أكثر الدول الإفريقية تطورا على صعيد البنية التحتية الخاصة باستضافة بطولات كبيرة في كرة القدم، لاسيما بعدما أصبحت في 2010 الدولة الوحيدة في القارة السمراء التي تنظم المونديال، كما أنها استضافت نسخة 2013 من العرس القاري بعدما نظمتها للمرة الأولى عام 1996. وكان المغرب اعتذر عن تنظيم البطولة التي فازت بحق استضافتها في عام 2015 بسبب تفشي فيروس إيبولا في القارة الإفريقية ومنح الكاف شرف التنظيم لغينيا الاستوائية. وفي الوقت الذي لم يصدر أي قرار رسمي من جنوب إفريقيا حول اهتمامها بتنظيم الدورة القادمة، عدا التقارير الصحفية التي أظهرت اهتمام جنوب إفريقيا باستخلاف الكامرون، صرح وزير الشباب والرياضة المصري أن بلاده ترحب باستضافة الدورة القادمة، واضعا المغرب في حرج. ونقلت صحفية “اليوم” تصريحه الذي جاء فيه: “نحن جاهزون من كل النواحي التنظيمية، ومستعدون لاستضافة البطولة في أي وقت”، لافتا إلى أن القرار النهائي للتقدم بطلب لاستضافة البطولة سيكون بعد التشاور مع اتحاد الكرة المحلي، رغم انقسام الاتحاد المحلي حول اقتراح ترشح مصر لاستقبال تنظيم الدورة، فيما رجحت وسائل الإعلام المغربية إسناد تنظيم العرس الكروي الإفريقي للمغرب، لامتلاكه ملاعب جاهزة، واستندت إلى دعم الحكومة المغربية للاتحاد المحلي بتنظيم الدورة.