أجمعت الصحافة السعودية الصادرة أمس على أن القمة الخليجية التاسعة والثلاثين لن تؤثر بأي حال من الأحوال في مستقبل العلاقات بين قطر ودول المقاطعة المتمثلة في المملكة والإمارات العربية والبحرين، رغم أن أمير قطر تلقى دعوة رسمية للمشاركة في القمة من الملك سلمان. تنطلق، اليوم، في العاصمة السعودية الرياض، أشغال الدورة التاسعة والثلاثين لقمة مجلس التعاون الخليجي التي تأتي في ظروف سياسية وأمنية خاصة، على رأسها القطيعة المستهلكة بين الرياض والمنامة وأبوظبي من جهة، والدوحة من جهة أخرى. وتعطي الصحافة السعودية الصادرة أمس انطباعا قويا بكون تفاؤل المتتبعين للشأن الخليجي بأن تشكل القمة بداية لانفراج حقيقي للعلاقات المتأزمة بين قطر وجيرانها لم يكن سوى سحابة صيف، اعتمد على إجراء بروتوكولي أعطاه المحللون فوق ما يستحق من قراءة، وهو إرسال ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، دعوة رسمية إلى الأمير تميم بن حمد للمشاركة في القمة. فتحت عنوان "لا تنازل عن المطالب العربية" كتب محمد عبد الواحد في "الرياض": "على الرغم من أن جذور روابط دول الخليج تثبت عدم تأثير أزمة الدوحة على قوة ومتانة مجلس التعاون يجدر بالذكر أن دعوة النظام القطري لحضور القمة الخليجية على الرغم من أنها تأتي من منطق بروتوكولات القمة، إلا أنها لا تعني التنازل عن مطالب الدول العربية التي قدمتها لقطر.. وأبرزها طرد عناصر الحرس الثوري الإيراني من الأراضي القطرية وإغلاق قناة الجزيرة..."، وانتهى صاحب المقال إلى أن "هذا ما أكدته تصريحات مسؤولي المملكة والإمارات والبحرين قبيل الانعقاد القمة الخليجية". في المقابل، يرجح متتبعون أن مستقبل الأزمة القطرية على ضوء قمة اليوم لم يكشف عن كل أسراره، فقد أكد أحد الإعلاميين السعوديين، رفض الكشف عن اسمه، ل"الخبر"، أن معلومات بحوزته تتحدث عن اتصالات دبلوماسية مكثفة لحل الأزمة أو التخفيف من حدتها على الأقل". وما قد يعطي بعض المصداقية لهذا الطرح ما أقدمت عليه السعودية قبل يوم من القمة الخليجية، عندما فاجأت قطر بإجراء مهم، فقد كشفت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية أن "السلطات السعودية أطلقت يوم الجمعة سراح المواطن القطري أحمد خالد مقبل، بعد اعتقال دام قرابة عام كامل، في حين تواصل اعتقال ثلاثة مواطنين آخرين منذ بداية الحصار". وأضاف رئيس اللجنة القطرية، علي بن صميخ المري، في بيان، أمس: "تلقينا بارتياح خبر إطلاق سراح المواطن القطري (مقبل) الذي اعتقل تعسفيا من قِبل السلطات السعودية، وقد تواصلنا مع عائلته وتأكدنا من إطلاق سراحه".