أكد الوزير الصحراوي المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية، حمدي الخليل ميارة، أن المغرب لم ولن ينجح في تحقيق المسعى الذي انضم إلى الاتحاد الإفريقي من أجله، وهو تحييد المنظمة القارية عن المساهمة في ايجاد الحل العاجل للقضية الصحراوية. واعتبر الوزير ميارة، في تصريحات أدلى بها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا حيث تعقد الدورة العادية الثانية والثلاثين للقمة الأفريقية، أن "تسليط الضوء على القضية الصحراوية من قبل مجلس السلم و الأمن للاتحاد الإفريقي خلال هذه القمة، يضاف إلى عدة معطيات ايجابية سجلتها القضية الصحراوية، على غرار انتخاب دول صديقة بالمجلس الإفريقي وإنضمام جنوب إفريقيا إلى الآلية الإفريقية المعنية بالصحراء الغربية، وبحث قضية اللاجئين وواقع حقوق الإنسان بالمنطقة ضمن موضوع السنة الجديدة". ما جاء في التقريرالإفريقي عن حالة السلم والأمن في القارة لاسيما المتعلق منه بالقضية الصحراوية، اعتبره الوزير الصحراوي "تأكيد على اهتمام الاتحاد الإفريقي بهذه القضية وتكريسا لدوره المساعد للأمم المتحدة في مجهوداتها الرامية إلى إيجاد الحل السريع لهذه القضية". يشار إلى أن مفوض السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، اسماعيل شرقي، قدم أمس الأحد تقريره عن حالة السلم والأمن في القارة، أمام رؤساء الدول والحكومات المجتمعين في الدورة العادية الثانية والثلاثين للقمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية . وفي الجانب المتعلق بالقضية الصحراوية، أكد اسماعيل شرقي على أهمية دعم الاتحاد الإفريقي لجهود الأممالمتحدة لحل النزاع في الصحراء الغربية كما نوه في نفس الإطار ب"التعاون البناء" الذي أبداه المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي مع الاتحاد الإفريقي بخصوص القضية الصحراوية. تجدر الإشارة أيضا هنا إلى أن الآلية الإفريقية حول الصحراء الغربية عقدت أمس بأديس أبابا اجتماعها التأسيسي على مستوى الرؤساء للبدء في بحث الوضع الراهن للقضية الصحراوية ووضع تصور لمساعدة الأممالمتحدة في إيجاد حل لأقدم نزاع إفريقي. وكان هذا الاجتماع الأول للآلية الإفريقية حول الصحراء الغربية المعروفة سياسيا "بالترويكا الإفريقية"، منذ تأسيسها من قبل الاتحاد الإفريقي بموجب قراره المتخذ في الدورة العادية الواحدة والثلاثين لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي جرت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط منتصف شهر جويلية الماضي. وتعلق الأممالمتحدة آمالا كبيرة على مساهمات الاتحاد الإفريقي الذي يعتبر شريك و ضامن لحل النزاع في الصحراء الغربية، كما أن الجمهورية الصحراوية كانت قد رحبت في تصريحات سابقة للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، بمبادرة الاتحاد الإفريقي تشكيل آلية على مستوى الرؤساء، واعتبرتها "مساهمة في إطار الحل الذي تعمل الأممالمتحدة عن إيجاده". جبهة البوليساريو أيضا وصفت القرار الذي أتخذ بالإجماع من قبل قادة الاتحاد الإفريقي بشأن إنشاء آلية إفريقية خاصة بمسألة الصحراء الغربية، ب"التاريخي" وأنه يمثل "مبادرة استباقي" لإعادة تفعيل الدور الأساسي للاتحاد الإفريقي باعتباره شريك كامل للأمم المتحدة، و"خطوة مهمة" في ضوء تحدي المغرب لقرارات المنظمة الإفريقية وتقويض دورها لتسوية النزاع في آخر مستعمرة إفريقية. وكان رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي، قد صادقوا على قرار وضع آلية لدعم جهود منظمة الأممالمتحدة لتسوية مسألة الصحراء الغربية، عقب القرار الذي أعده رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد حول قضية الصحراء الغربية في إطار تنفيذ القرار 653 الصادر عن القمة ال 29 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المنعقدة في يوليو 2017 والذي ذكر فيه بأن الصحراء الغربية والمغرب مدعوان إلى استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمين العام الأممي.