أصيب المغرب في أول مشاركة له في قمة الاتحاد الإفريقي بانتكاسة دبلوماسية أخرى بعد قرار رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، إعادة بعث لجنة مشتركة يعود تاريخ إنشائها إلى سنة 1978 ثلاث سنوات فقط بعد احتلاله الصحراء الغربية، مهمتها تفعيل عمل لجنة رئاسية لإنهاء احتلال الصحراء الغربية. منحت القمة في لائحتها الخاصة بنزاع الصحراء الغربية، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي مهلة تنتهي بحلول شهر جانفي القادم، لإعداد تقرير مفصل عن نتائج اتصالاته لعرضها على القمة الإفريقية القادمة يحدد عبرها الإجراءات والمبادرات التي يتعين على الاتحاد القيام بها بمفرده أو بالشراكة مع الأممالمتحدة حول القضية. وصادق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي على هذه اللائحة التي تقضي بإعادة بعث هذه اللجنة التي رأت النور قبل أربعة عقود من أجل دعم مجهودات الأممالمتحدة الرامية إلى تشجيع المغرب والجمهورية العربية الصحراوية على الجلوس إلى طاولة مفاوضات مباشرة لتصفية الاستعمار من آخر إقليم محتل في القارة. وكلفت القمة المنتهية أشغالها أمس، رئيس مفوضية الاتحاد موسى محمد فقي، البدء في أولى المشاورات مع مجلس السلم والأمن الإفريقي لاتخاذ التدابير الكفيلة بإعادة إحياء عمل هذه اللجنة من أجل تشجيع طرفي النزاع على التعاون على إنجاح مسار تصفية الاستعمار المغربي من الصحراء الغربية. وأكدت القمة الإفريقية من خلال إحياء هذه اللجنة على درجة اهتمام القادة الأفارقة بملف النزاع في الصحراء الغربية، من خلال تكليف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بالعمل على تقديم كامل الدعم لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة الهادفة إلى إيجاد أرضية تسمح بالتوصل إلى حل توافقي ونهائي لنزاع الصحراء الغربية، يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره في إطار اتفاق الإطار الموقّع بين الاتحاد الإفريقي وهيئة الأممالمتحدة في 19 ماي 2017 بنيويورك. وفي رد فعل له على هذا الموقف قال وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، على هامش القمة، إن المغرب فشل مرة أخرى في حذف فقرة دعا من خلالها الاتحاد الإفريقي، المغرب والجمهورية العربية الصحراوية إلى مفاوضات مباشرة وجدية بالشراكة مع الاتحاد الإفريقي وأجهزته السياسية. يذكر أن اللجنة الخاصة برؤساء الدول والحكومات الخاصة بالصحراء الغربية أنشئت خلال الدورة العادية 15 لقمة رؤساء دول منظمة الوحدة الإفريقية التي انعقدت بالعاصمة السودانية الخرطوم ما بين يومي 18 و22 جويلية 1978. وخابت آمال الملك المغربي محمد السادس، أيضا بعد أن فشل في استغلال منبر الاتحاد الإفريقي للترويج لأطروحاته الاستعمارية بعد أن أكد مفوض السّلم والأمن الإفريقي على انشغال إفريقيا المتزايد بسبب حالة الانسداد التي آل إليها النزاع في الصحراء الغربية بسبب العراقيل المغربية.