واجه وزير الطاقة الجديد ظرفا حالكا، اليوم بتبسة، بسبب تجمع مئات المواطنين بمداخل المطار الثلاثة لمنعه من زيارة المنطقة. وفي بشار، اضطر وزراء الداخلية والري والسكن لتدشين مشاريعهم، في الساعات الأولى للصباح تفاديا لغضب شعبي ظل يلاحقهم طيلة يومين كاملين. أغلق المئات من سكان بلديات تبسة من الطلبة الجامعيين، ومتقاعدي ومعطوبي الجيش، وموظفين وبطالين، أمس، الأبواب الثلاثة لمطار الشيخ العربي التبسي لمنع وزير الطاقة والمناجم الجديد محمد عرقاب، من زيارة الولاية على خلفية رفض الحكومة شعبيا. وكانت الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر عندما نزلت طائرة خاصة تقل الوفد الوزاري، غير أن جموع المتظاهرين أغلقوا أبواب المطار. وبعد استقبال الوزير عرقاب من طرف والي الولاية والمنتخبين بأرضية مطار الشيخ العربي التبسي وأخذ قسط من الراحة في القاعة الشرفية، فشلت كل محاولات سيارات الموكب الوزاري فك الحصار الشعبي، لكن الوزير تمكن من ركوب سيارة أمنية خلسة، وانطلق نحو النقطة الأخيرة من الزيارة، لتدشين محول كهربائي ببلدية بئر الذهب بعدما كان مبرمجا أن يتحوّل إلى دوار العقبة البيضاء ببلدية صفصاف الوسرى الحدودية، ومصنع الإسمنت بالماء الأبيض. وقال بعض المتظاهرين ل "الخبر" "إننا أردنا إن نبعث رسالة للقوى غير الدستورية، بأن يرحل الجميع ومنهم حكومة بدوي، وإن ولاية تبسة تعتبر هذه الحكومة من مخلفات نظام بوتفليقة، وبالتالي فهي مرفوضة". وقد واصل المحتجون حصار المنتخبين وإطارات الوزارة المرافقين لمحمد عرقاب، إلى ساعة متأخرة، بما فيها السيارة التي كانت تقل الصحفيين من القنوات والجرائد المعتمدة محليا. وفي بشار، لم تشرق شمس الأحد حتى كان الوفد الحكومي الذي ضم وزراء الداخلية والسكن والموارد المائية، أنهوا فجرا مراسيم تدشين المعهد الجهوي للموسيقى ببلدية بشار، الذي يقع تحديدا خطوات من مقر الولاية، في حين وصل الوفد إلى مدينة تاغيت مع حلول الساعة السابعة صباحا لتدشين قاعة علاج متعددة الخدمات. ولم تمنع خاتمة "الرشق بالحجارة" التي تعرض لها موكب الوفد الوزاري، مساء السبت، عند المدخل الشمالي لمدينة القنادسة، الوزراء من إنهاء نشاطهم، بل قرّروا رفع التحدي ومباشرة مراسيم التدشين، لكن قبل طلوع الشمس، حيث اقتصر الحضور فقط على مديري القطاعات المعنية وأعضاء اللجنة الأمنية، وهو ما فتح باب التأويلات عن سبب إقدام وزير الداخلية دحمون، على هذه الخطوة؛ أي "التدشين والناس نيام". وفيما يشبه التبرير لهذه الخطوة ولتحدياته الغضب الشعبي، قال الوزير دحمون إن وزراء الحكومة يعملون على متابعة سير مشاريع التنمية في جميع نواحي الوطن، بغية الاستجابة لانشغالات المواطنين، بل وذهب السيد دحمون إلى القول إن الطاقم الحكومي يسعى إلى ضمان سير عادي لجميع المشاريع. وسجلت زيارة الوزير إلغاء بلديات الولاية المنتدبة بني عباس من برنامج الزيارة، وتقلص برنامجه بدرجة كبيرة، انتهى بعقد لقاء مع إطارات الولاية، قبل أن يقرر مغادرة ولاية بشار، لتنتهي هذه الزيارة بجملة من المشاريع والأغلفة المالية التي استفادت منها ولاية بشار، وشملت بدرجة كبيرة قطاعات السكن والتهيئة العمرانية والري. يذكر أن موكب الوفد الوزاري تعرض، مساء السبت، إلى الرشق بالحجارة بمدينة القنادسة، في حين لم يتمكن من الدخول لها بعد مدينة العبادلة التي توحدت فيها إرادة المواطنين والمنتخبين في رفض زيارة الوفد الوزاري. وفي مدينة تاغيت، سجل المواطنون مساء السبت رفضهم القوي لزيارة الوفد الوزاري، ولم تتمكن قوات مكافحة الشغب من تفريق الجماهير المحتجة، ليقرر الوفد الوزاري الذي أخذ جلسة استراحة بفندق تاغيت، أن يعود أدراجه إلى عاصمة الولاية، مسقطا من برنامجه مدينة العبادلة، ليقرر الوفد الوزاري المغامرة والدخول إلى مدينة القنادسة، لترده الحجارة إلى عاصمة الولاية، ليجد نفسه محروما من تدشين المعهد الجهوي للموسيقى الذي كان محاصرا بعشرات المواطنين، لكنه قام بتدشينه صباح الأحد والناس نيام.