يفرض نشطاء و مواطنون حصارا خانقا على وزراء حكومة نور الدين بدوي من خلال شل نشاطاتهم كل في قطاعه ، و منعهم من تفقد قطاعاتهم في مختلف ولايات الوطن، أين باتوا يقابلون باحتجاجات و مسيرات ضخمة للمطالبة برحيلهم فورا،و اتسعت هذه الاحتجاجات لتتحول إلى قطيعة تامة و هو ما بدا يظهر جليا من خلال عدد من إضرابات العمال ببعض الوزارات و المديريات المركزية. واضطرت الوفود الوزارية التي نزلت إلى الميدان هذا الأسبوع، إلى قطع أو اختصار زياراتها التفقدية في بعض الولايات، تحت ضغط محتجين شددوا على القطيعة مع حكومة نورالدين بدوي، ورفض نزول أي عضو منها إلى مدنهم أو بلدياتهم. وبلغة الأرقام تم في ظرف أسبوع تعطيل نشاط ستة وزراء، مثلما حدث مؤخرا بالجزائر العاصمة مع وزير الأشغال العمومية والنقل، إلى جانب وزير الداخلية، صلاح الدين دحمون، الذي كان مرفوقا بثلاث وزراء،اين إستقبله سكان بشار بإحتجاجات صاخبة معبرة عن رفضها له شخصيا وللحكومة الجديدة على العموم، كما تم شل نشاط وزير التربية التي قاطعته نقابات التربية تحت شعار ارحل . وكان وزراء الداخلية صلاح الدين دحمون، والموارد المائية علي حمام، والسكن كمال بلجود قد اختاروا النزول إلى الميدان، وفضلوا البدء بمدينة بشار في الجنوب ، أملا في أن تكون ظروف الاستقبال أكثر هدوء مما قد تكون عليه في مدن الشمال، علما أن الزيارة لم يتم الإعلان عنها إلا في آخر لحظة، لتفادي حشد المتظاهرين للتصدي إلى هذه الزيارة. لكن الذي حدث هو أنه بمجرد تسرب خبر قدوم الوزراء الثلاث، حتى سارع العشرات من البشاريين إلى نصب خيم بالقرب من المطار للاحتجاج على الوزراء والتعبير عن رفضهم لحكومة نور الدين بدوي، كما احتج المئات عبر مختلف النقاط التي كان من المبرمج أن يقف عندها أفراد الفريق الحكومي، الأمر الذي اضطر الوزراء الثلاث إلى قطع زيارتهم، والعودة أدراجهم إلى الجزائر العاصمة. وحاصر مواطنون بولاية تبسة مؤخرا، وزير الطاقة محمد عرقاب والوفد المرافق تزامنا مع الزيارة التي تقوده للولاية للوقوف على مشاريع تخصه قطاعه، ومنع المواطنون الوزير عرقاب من الخروج من مطار الشيخ العربي التبسي، استمرار للرفض الشعبي لخرجات أعضاء حكومة نور الدين بدوي. وأكدت الاحتجاجات الرافضة لأعضاء الحكومة، في مختلف ولايات الجمهورية،بحسب مراقبين على انتقال الحراك الشعبي إلى آلية جديدة، للتضييق على الحكومة، وإحراجها أمام الرأي العام، بكونها الحكومة الأكثر فشلا ورفضا من طرف الشارع، في تاريخ الحكومات المتعاقبة على بلادنا. وبات العمل الميداني أكبر تحد أمام حكومة نورالدين بدوي، بسبب الرفض الشعبي المتنامي ضدها، حيث منع أعضاؤها في العاصمة وبشار وتبسة، من ممارسة نشاطهم العادي واضطرتهم الاحتجاجات إلى التواري عن الأنظار، وهو ما يضعها في موقف حرج قد يعصف بها قريبا تحت ضغط الحراك الشعبي.