أضحى المنتخب الجزائري لكرة القدم على بعد خطوة واحدة من معانقة التاج القاري الثاني في تاريخه، عقب فوزه سهرة الأحد بملعب القاهرة الدولي على حساب نظيره النيجيري 2-1 في الدور نصف النهائي من منافسة كأس أمم إفريقيا الجارية بمصر. هو تأهل مستحق لكتيبة الناخب الوطني جمال بلماضي والتي هي بصدد كتابة التاريخ في الطبعة ال32 من المنافسة القارية، بعد مردود أقل ما يقال عنه أنه كان ''باهرا بكل المواصفات'' منذ البداية رغم ملاقاتها لعدة فرق مرشحة للتتويج على غرار السنغال، كوت ديفوار ونيجيريا. مشوار المنتخب الوطني يوحي بأن الطموح، الرغبة والشجاعة كانوا مفتاح التألق لبلوغ النهائي أمام السنغال الذي بدوره تأهل على حساب تونس (1-0 بعد الشوط الإضافي). ومعلوم أن اللياقة البدنية للاعبي المنتخب الوطني كانت تخيف كل الشارع الجزائري وعشاق ''الخضر'' بعد لقاء كوت ديفوار في ربع النهائي (1-1، 4-3 بضربات الترجيح) ولكن رفاق اللاعب بلايلي أثبتوا علو كعبهم أمام منتخب نيجيري كان مرشحا بقوة لبلوغ النهائي والظفر باللقب. وكان المنتخب الجزائري أمام فرصة قتل اللقاء أمام نيجيريا في الشوط الأول بعد خلق العديد من الفرص السانحة للتهديف قبل أن تضيع في نهاية المطاف. ورغم تعديل المنتخب النيجيري النتيجة في الدقيقة ال71، بعد أن أعلن حكم اللقاء، وبعد استعانته بتقنية ''الفار''، عن ركلة جزاء بسبب لمس المدافع عيسى ماندي الكرة باليد داخل منطقة العمليات، إلا أن ''الخضر'' رفضوا الخروج من المنافسة وواصلوا الهجوم بنية خطف الفوز. وفي الوقت الذي كان يتجه فيه اللقاء للشوط الإضافي، تمكن نجم مانشستر سيتي رياض محرز من تحرير الجزائر بأكملها بهدف عالمي عبر ركلة حرة مباشرة أسكنها شباك الحارس النيجيري، ليبعث ب''الخضر'' للنهائي بعد غياب طال 29 سنة.
ويبقى ''الخضر'' أمام فرصة مواتية يوم الجمعة بملعب القاهرة الدولي، لمعانقة الكأس الإفريقية - التي غابت عن خزينة المنتخب منذ 29 عاما - في اللقاء النهائي أمام المنتخب السنغالي. ومعلوم أن "الخضر" يسعون لكتابة التاريخ من جديد وإعادة إنجاز ماجر، مناد وشريف الوزاني سنة 1990 عندما توجوا باللقب على حساب نيجيريا (1-0) في الطبعة التي نظمتها الجزائر. وإذا تحقق الأمر، فسيكون إنجازا غير مسبوق للمنتخب الذي لم تتسن له الفرصة من قبل للسيطرة على كأس أمم إفريقيا خارج قواعده. وفي هذا الصدد قال المناجير العام للمنتخب الوطني، حكيم مدان: ''نحن في النهائي، إنه أمر رائع. سنقوم بكل ما بوسعنا وسنرمي بكل ثقلنا من أجل إعادة إنجاز سنة 1990 والظفر باللقب''. ومن أجل دخول التاريخ من بابه الواسع، سيكون رفاق فغولي أمام حتمية الإطاحة بالمنتخب السنغالي مجددا بعد أن سبق لهم الفوز عليه في الجولة الثانية من دور المجموعات بهدف اللاعب يوسف بلايلي. وسيكون النهائي مفتوحا على كل الاحتمالات باعتبار أن السنغال يعتبر من أبرز المرشحين للتتويج خاصة وأنه يحتل المرتبة الأولى إفريقيا وال22 عالميا في التصنيف الأخير للاتحادية الدولية لكرة القدم (فيفا). وسيخوض المنتخب السنغالي النهائي في غياب مدافعه كاليدو كوليبالي (نابولي / إيطاليا) بسبب العقوبة وهو ما سيكون له حتما أثرا سلبيا على خط دفاع الفريق الذي يطمح للتتويج بعد خسارته نهائي 2002 أمام الكاميرون (0-0، 3-2 بركلات الترجيح).