يكتشف المدرب الوطني جمال بلماضي، سهرة اليوم، جمهور ملعب 5 جويلية بالعاصمة لأول مرة منذ توليه تدريب "الخضر" بمناسبة المباراة الودية التي يخوضها رفقاء رياض محرز أمام منتخب البينين، بداية من الساعة التاسعة ليلا، وهي الخرجة الأولى للمنتخب بعد الانجاز الكبير المحقق مؤخرا في الأراضي المصرية. يتجدّد لقاء المنتخب الوطني بجمهوره في ملعب 5 جويلية الأولمبي في أول خرجة يخوضها رفقاء محرز بعد عودتهم بالتاج القاري، شهر جويلية الماضي، من الأراضي المصرية. ولم يسبق للمدرب جمال بلماضي وأن برمج مباراة ل "الخضر" في الملعب الأولمبي بالعاصمة، الذي يلقب ب "دار الشرع"، نظرا إلى حملة الانتقادات التي طالت جميع المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب الوطني، ولم يسلم حتى الذين صنعوا أفراح الجزائريين، على غرار شيخ المدربين رابح سعدان، والبوسني وحيد حاليلوزيش، والتقني الفرنسي كريستيان غوركيف. وتعود آخر مواجهة خاضها المنتخب الوطني في ملعب 5 جويلية في عهد المدرب السابق رابح ماجر، في ودية يوم 2 جوان 2018، عندما سقط "الخضر" أمام منتخب جزر الرأس الأخضر بنتيجة (2/3) في لقاء اتسم بمردود هزيل، جعل جماهير ملعب 5 جويلية تفجر غضبها على المدرب ماجر وتطالب برحيله. سيناريو ماجر وسابقيه لن يتكرر بالتأكيد مع المدرب بلماضي ولا مع لاعبيه، على اعتبار أن مواجهة منتخب البينين اليوم جاءت في ظروف مغايرة تماما عن تلك التي عاشها المنتخب الوطني في الماضي، لاسيما وان رفقاء عدلان ڤديورة أدخلوا الفرحة إلى بيوت الجزائريين بعودتهم بالتاج القاري من مصر وتحطيمهم عدة أرقام في تلك الدورة. وعليه، فإن مواجهة البينين بغض النظر عن دخولها في إطار التحضيرات للمواعيد الهامة القادمة، وخاصة تصفيات كأس أمم إفريقيا القادمة المقررة بالكاميرون عام 2021، فهي مناسبة يريدها الأنصار لتحية "المحاربين" ومهندس التتويج القاري عن قرب، خاصة وأن الكثير منهم لم تتح له فرصة استقبال "الأبطال" خلال الجولة التي قاموا بها في العاصمة على متن حافلة مكشوفة، بعد عودتهم من القاهرة. المدرب جمال بلماضي الذي قدم دروسا في الاحترافية والنجاح لكل منتقديه، من خلال كسبه الرهان في أرض الفراعنة، يريد "تكسير" قاعدة "دار الشرع". ومثلما جعل الشعب الجزائري يلتف حول المنتخب الوطني، يسعى في مواجهة البينين إلى كسب قلوب جماهير ملعب 5 جويلية، ويريد أن تكون المباراة أيضا فرصة لمواصلة الأفراح من خلال برمجة خروج صخرة دفاع "الخضر" المخضرم رفيق حليش من الباب الواسع، حيث سيودع الجماهير الجزائرية في مواجهة اليوم على طريقة الكبار، مثلما صرح به بلماضي. الطابع الاحتفالي الذي يميز مواجهة البينين، لم ينس المدرب بلماضي مدى أهميتها، حيث اعتبر هذه المواجهة محطة تحضيرية هامة واختبارا لمعرفة مدى استعداد اللاعبين للمواعيد القادمة، خاصة وأن التشكيلة الوطنية معنية بالدخول في سباق تصفيات "كان" 2021، شهر نوفمبر القادم. ويصر بلماضي على ضرورة مواصلة ديناميكية الانتصارات، محذرا من التهاون بعد انجاز قاري كبير، إلى درجة أنه استدل بحالة الهوان التي أصابت منتخبات ألمانيا وفرنسا والكامرون بعد تتويجات كبيرة. وستكون مواجهة البينين فرصة لبعض العناصر الدولية لإثبات وجودها ومزاحمة الركائز، بعدما بعث بلماضي روح التنافس بين اللاعبين، حيث يريد سعيد بن رحمة الذي ضيع "الكان" بداعي الإصابة كسب ثقة بلماضي، مثلما هو الحال بالنسبة للعائد زين الدين فرحات والمدافع حسين بن عيادة، إضافة إلى إلياس شتي في أول استدعاء له مع المنتخب الأول.