سيخوض المدرب الجديد للمنتخب الوطني، جمال بلماضي أصعب مهمة له على الإطلاق خلال مشواره التدريبي الذي يمتد على مدار 9 سنوات، عندما يشرف على رفقاء رياض محرز خلال أربع السنوات القادمة، حيث يمتد عقده إلى غاية مونديال قطر 2022. يعيش المنتخب الوطني الأول أحد أسوإ وأحلك فتراته، بسبب الأزمة التي يشهدها منذ قرابة سنتين ونصف سنة، وبالضبط منذ رحيل المدرب الأسبق كريستيان غوركوف، حيث خلّف ذلك حالة لا استقرار غير مسبوقة، فبخلاف النتائج السيئة التي سجلها "الخضر" بالخروج المبكر من كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، والإقصاء من التأهل لمونديال روسيا 2018، وكذا الترنّح الذي أصاب المنتخب خلال عهدتي ألكاراز وماجر، شهد مستوى الطاقم الفني تناوب 5 مدربين على تدريب المنتخب وهم: نبيل نغيز، ميلوفان رايفاتس، جورج ليكنس، لوكاس ألكاراز، رابح ماجر قبل انتداب جمال بلماضي يوم الأربعاء. وبدا التأثر واضحا على اللاعبين بسبب هذه العوامل، حيث فقدوا الثقة والتحفيز وحتى الرغبة في اللعب، وهنا ستكون أول مهام بلماضي الصعبة وهي إعادة الاستقرار والثقة والتحفيز للاعبين، وكذا محاولة التخلص من المشاكل التي حدثت بين بعض اللاعبين في الفترة الأخيرة، وطي صفحة الخلافات في ما بينهم، كما سيكون بلماضي أمام مهمة تطهير المنتخب من المحيط المتعفن وبعض "الطفيليين والانتهازيين"، وهو المعروف بصرامته وعدم تلاعبه بمثل هذه الأمور. وتبرز مهمة أخرى لا تقل صعوبة عن سابقاتها، وهي إعادة الروح والنتائج واللعب الجميل والإقناع للمنتخب، لكن الأمر لا يبدو سهلا إطلاقا، لأن بلماضي وطاقمه الفني سيكون تحت ضغط ضيق الوقت، وترقب الجماهير للوجه الذي سيظهر به الفريق مستقبلا، وأولها أربع مباريات في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019، ستجري ما بين سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، قبل خوض آخر جولة من التصفيات في شهر مارس من العام المقبل. وسيكون بلماضي مطالبا وفق الأهداف المسطّرة، بقيادة الخضر نحو "كان 2019" المرتقبة بالكاميرون، وبعدها التأهل للدورة التالية في غينيا عام 2021، فضلا عن بلوغ مونديال قطر 2022. ومن الناحية التقنية سيكون بلماضي أمام مهمة وضع التوليفة المناسبة، عبر فتح ورشات على مستوى المنتخب في خطي الدفاع والوسط وحتى الهجوم، بالنظر إلى هشاشة التشكيلة الوطنية خاصة على مستوى الدفاع الذي تلقى الكثير من الأهداف، كما سيعمل بلماضي على ضخ دماء جديدة داخل المنتخب لدعم مختلف المراكز، والتحضير لتغييرات تدريجية تحسبا للاستحقاقات المقبلة.