تواصلت الاحتجاجات الشعبية في لبنان ضد فرض الضرائب، صباح اليوم، بعدما شهد ليل أمس أعنف المواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى القصر الرئاسي حيث تعقد الحكومة اللبنانية جلسة مخصصة لمناقشة بنود الموازنة العامة، في ظل خلافات حادة تنذر باحتمال سقوطها. وحتى صباح اليوم، المتظاهرون لا يزالون على غضبهم، الذي فجّره قرار وزير الاتصالات بفرض رسم على استخدام خدمة الاتصال عبر الأنترنت في التطبيقات الهاتفية، والذي عاد وتراجع عنه، بطلب من رئيس الحكومة سعد الحريري، من دون أن تنجح هذه الخطوة في تهدئة الشارع. وكانت التحركات في الشارع قد انطلقت بعد ساعات على جلسة مجلس الوزراء العادية، وشملت بيروت وضواحيها ومختلف المناطق، وتخللها إقفال طرق وشوارع. وسرعان ما اتخذت التظاهرات ليلاً طابعاً شاملاً، حيث تمددت في كل الاتجاهات، وتركزت بشكل خاص وسط بيروت، حيث فرقّت القوى الأمنية تظاهرة حاشدة باستخدام القنابل المسيلة للدموع، وفي الضاحية الجنوبية حيث تم قطع العديد من الطرقات، وبخاصة طريق المطار القديم، ومدينة صيدا حيث جاب المتظاهرون الشوارع منددين بالسياسات الاقتصادية، وصولاً إلى منطقتي طرابلس وعكار في الشمال، وبعلبك وعدد من بلدات البقاع، بالإضافة إلى مدينة النبطية (جنوب).