شهدت عدد من الصيدليات بولاية عنابة أمس توافد عدد معتبر من المواطنين عليها وذلك بهدف شراء دواء الكوليرا الذي تحدث عنه وزير الصحة أول وتناقلت العديد من المواقع الإلكترونية خبر تجربته على حالات مصابة بفيروس كورونا. يبدو أن التصريح الذي أدلى به وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد يوم الإثنين بخصوص دواء “كلوروكين” الذي يستخدم في علاج الملاريا، حيث قال الوزير بأنه تم وضع بروتوكول علاج جديد لفيروس كورونا وأن هذا العلاج يتم من خلال دواء منتج محليا ومستورد وأنه متوفر في الجزائر بالكميات الكافية ويتم وصفه للحالات المؤكدة بفيروس كورونا فقط، حيث جاء هذا التصريح من الوزير بالتزامن مع بدء تجريبه في عدد من الدول على رأسها فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية على حالات مصابة بفيروس كورونا وهو ما دفع عدد من المواطنين للتوجه صباح أمس نحو الصيدليات بهدف شراء الدواء اعتقادا منهم بأنه سيحميهم من هذا الوباء وذلك ربما يعود لعدم توضيح الوزير بطريقة مبسطة أكثر حتى تفهم شرائح المجتمع بأن هذا الدواء ما يزال قيد التجريب ويحتاج بعدها لموافقة منظمة الصحة العالمية عليه لصرفه للمصابين بفيروس كورونا دون غيرهم، وبالنظر إلى الاكتظاظ الكبير للمواطنين أمام عدد من الصيدليات على غرار ما حدث ببلدية البوني على سبيل المثال لا الحصر، فإن مصالح الأمن تدخلت لتفريق هذه الجموع التي تريد الحصول على هذا دواء “كلوروكين” بأي ثمن، غير أباهين بأن محاولة شراء الدواء قد يتسبب في إصابتهم بفيروس كورونا من خلال الاحتكاك بأشخاص آخرين وهم الذين كان بإمكانهم البقاء في منازلهم وسيغنيهم ذلك عن أي دواء، خصوصا وأن لجنة متابعة وباء كورونا بوزارة الصحة حذرت من استعمال المواطنين لدواء الملاريا بأنفسهم، مؤكدة بأن هذا الأخير يؤخذ في المستشفى فقط وتحت إشراف طاقم طبي متخصص. وآخرون يتشبثون بأي أمل ويلجؤون لورق الكاليتوس في سياق ذي صلة بما يقوم به بعض سكان ولاية عنابة للوقاية من فيروس كورونا، ففي الوقت الذي حاول فيه البعض شراء دواء “كلوروكين”، فإن البعض الآخر اختار اللجوء إلى الطب التقليدي من خلال الاعتماد على الأعشاب وهو الأمر الذي يعود بالأساس إلى ما يتم ترويجه على صفحات التواصل الاجتماعي التي تحدثت في الساعات الماضية عن كون دواء “كلوروكين” مصدره شجرة الكاليتوس أو الكينا وأن هذه الأخيرة كانت سلاح فعال في الزمن الغابر في علاج الملاريا وبعض الأمراض المعدية وخاصة الأنفلونزا، كما أن بعض العائلات ما تزال إلى غاية الآن تقوم بوضع أوراق الكاليتوس في قدر من الماء وغليه لتبخير المنزل وذلك بهدف القضاء على الفيروسات وعلى رأسها الأنفلونزا وهو الأمر الذي دفع بعض المواطنين إلى البحث عن أشجار الكاليتوس المتواجدة بكثرة في ولاية عنابة على أمل تقيهم من هذا الفيروس، رغم أن وزارة الصحة أو أي جهة علمية محلية أو دولية لم تتحدث عن فعالية الكاليتوس، فحتى الصينيون تحدثوا عن الليمون وبعض الزهور التي لجؤوا إليها لمجابهة هذا الفيروس الذي ما يزال يحير البشرية دون أن يردعه أي نوع من الأدوية.