تتواصل المظاهرات في عدة مدن أمريكية احتجاجا على مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد على إثر توقيفه من قبل الشرطة. وتظاهر عشرات الآلاف الثلاثاء في مناطق مختلفة من البلاد لليلة ثامنة على التوالي من الاحتجاجات، في تحد لحظر التجول الصارم. وخرجت مسيرات حاشدة في لوس أنجلس وفيلادلفيا وأتلانتا ونيويورك وكذلك في العاصمة واشنطن، قرب المتنزه الذي أُجلي المتظاهرون عنه الإثنين لإفساح الطريق أمام الرئيس دونالد ترامب، حتى يسير من البيت الأبيض إلى كنيسة قريبة لالتقاط صورة. وعلى الرغم من أن مسيرات التضامن مع الأمريكي القتيل جورج فلويد، تكون سلمية في الأغلب خلال النهار، فإن بعض الحشود ترتكب أعمال شغب وتخريب وإحراق ونهب في كل ليلة. وجثا متظاهرون على الركبة خارج مبنى الكونغرس الثلاثاء، مرددين هتاف "الصمت هو العنف" و"لا عدالة، لا سلام"، فيما تصدى لهم أفراد الشرطة قبل بدء حظر التجول الذي فرضته الحكومة. وبعد أن بدأ حظر التجول في مدينة نيويورك، سار آلاف المحتجين من مركز باركليز باتجاه جسر بروكلين فيما حلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوقهم. وملأ مئات المحتجين شارع هوليوود بمدينة لوس أنجلس. وتجمع آخرون أمام مقر إدارة شرطة لوس أنجلس، وكانوا في بعض الحالات يعانقون ويصافحون صفا من الضباط في الخارج. وتوعد ترامب بالتصدي لمن وصفهم بأنهم "قطاع طرق" و"بلطجية" باستخدام الحرس الوطني بل وقوات الجيش عند الضرورة. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يوم الثلاثاء إنها نقلت نحو 1600 من قوات الجيش إلى منطقة العاصمة واشنطن، بعد احتجاجات عنيفة في المدينة أثناء الليل على مدى أيام. وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان راث هوفمان في بيان إن: القوات "في حالة تأهب قصوى"، لكنها "لا تشارك في الدعم الدفاعي لعمليات السلطة المدنية".
اتهم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، جو بايدن، أمس الثلاثاء، الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بتحويل الولاياتالمتحدة إلى "ساحة معركة" بهدف الفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل. وقال بايدن، في خطاب في فيلادلفيا، إن مقتل جورج فلويد، كان بمثابة "صدمة لبلادنا. لنا جميعا"، واعدا بفعل كل ما بوسعه من أجل "معالجة الجروح العنصرية". وبعدما كان المرشح الديمقراطي غائبا عن وسائل الإعلام التي ركزت في الآونة الأخيرة تغطيتها على فيروس كورونا المستجد وطريقة تعامل ترامب مع الأزمة الصحية، ضاعف بايدن تصريحاته ولقاءاته بعد مقتل فلويد، في حادث أشعل مظاهرات واحتجاجات تخللتها أعمال عنف وتخريب في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. وأدان بايدن مرارا مقتل فلويد و"العنصرية المؤسسية" التي تعيشها الولاياتالمتحدة، لكن بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما دعا أيضا إلى الهدوء منددا بأعمال العنف. واتهم، في خطابه الثلاثاء، الرئيس دونالد ترامب بأنه منشغل بإعادة انتخابه أكثر من انشغاله بلم شمل البلاد.