قال رئيس الجمهورية الصحراوية، إبراهيم غالي، اليوم الجمعة، إن الوضع في الأرض المحتلة وخاصة مع انتشار جائحة كورونا، خطير للغاية ولا يمكن السكوت عنه، مؤكدا أن جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي لا يمكن أبداً أن يقبلا باستمرار أعمال الضم التي يقوم بها المغرب بهدف ترسيخ احتلاله غير القانوني بالقوة وفرض الأمر الواقع في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية . وفي رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأممالمتحدة، قال الرئيس غالي :"في الوقت الذي يواصل فيه المغرب انتهاكه لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1 من خلال ثغرته غير القانونية في المنطقة العازلة بالكركارات بينما يتمادى في انتهاكاته السافرة والمُوثقة لحقوق الإنسان ونهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية المحتلة، فإن الأممالمتحدة، للأسف، لا تزال تستمر في غض الطرف عن هذه الوضعية غير المقبولة بتاتاً". وأضاف "وحتى مع انتشار مرض فيروس كورونا القاتل (كوفيد-19) في جميع أنحاء العالم، فقد تخلفت الأممالمتحدة بشكل لا يمكن تبريره عن مد يد العون للسجناء المدنيين الصحراويين الذين يقبعون في السجون المغربية المعروفة باكتظاظها وبسوء ظروفها ومرافقها الصحية. إن هذا الوضع خطير للغاية ولا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال". وأبرز الرئيس غالي في رسالته أنه "لقد انقضت 29 سنة منذ إنشاء مجلس الأمن لبعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في أبريل 1991 بهدف تنفيذ خطة التسوية الأممية الأفريقية التي قبلها الطرفان، جبهة البوليساريو والمغرب، في أوت 1988. بيد أن الأممالمتحدة قد فشلت حتى الآن في تنفيذ الولاية التي أنشئت من أجلها بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، وهي إجراء استفتاء حر ونزيه لتمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وبالتالي استكمال عملية تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا". أما عن "تقاعس الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن عن التصرف بحزم في وجه الممارسات التوسعية المغربية التي تهدف إلى فرض الأمر الواقع بالقوة في الصحراء الغربية المحتلة"، أكد الرئيس غالي أن هذا "قد قوض بشكل كبير مصداقية الأممالمتحدة وعمق الشعور بفقدان الثقة لدى الشعب الصحراوي في عملية الأممالمتحدة للسلام الهشة أصلاً. ونتيجة لذلك، فقد أصيبت عملية الأممالمتحدة للسلام في الصحراء الغربية بالشلل التام، كما أن التلكؤ في تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للصحراء الغربية بعد استقالة الرئيس هورست كولر في ماي 2019 لم يفضِ إلا إلى زيادة حالة الشلل هذه". وذكر إبراهيم غالي أنه "لقد شارك حتى الآن أربعة مبعوثين شخصيين وخمسة عشر ممثلاً خاصاً للأمين العام للصحراء الغربية في عملية السلام في مراحل مختلفة من تنفيذها". ومع ذلك, يؤكد الرئيس غالي, "فقد كان المغرب دائما يتمكن, وبمنأى عن أي عقاب، من تحويل مساعيهم للوساطة إلى مهام مستحيلة من خلال مماطلاته وعرقلته المتعمدة. وعلى الرغم من أن تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام ليس غاية في حد ذاته، كما أوضحنا ذلك في مناسبات عديدة، فإن ربط عملية السلام برمتها بتعيين مبعوث شخصي جديد لا يصب إلا في مصلحة أولئك الذين يسعون إلى الإبقاء على الوضع القائم إلى أجل غير مسمى". ولذلك، يضيف غالي "فإن جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي لا يمكن أبداً أن يقبلا باستمرار أعمال الضم التي يقوم بها المغرب بهدف ترسيخ احتلاله غير القانوني بالقوة وفرض الأمر الواقع في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية بينما تلتزم الأممالمتحدة الصمت المطبق". وعلاوة على ذلك "وإذ نذكر بقرارنا المؤرخ 30 أكتوبر 2019 بشأن إعادة النظر في مشاركتنا في عملية السلام التابعة للأمم المتحدة، فإن جبهة البوليساريو تجدد التأكيد على أنه لا يمكنها الانخراط في أي عملية سياسية أو مفاوضات بينما تواصل قوة الاحتلال المغربية محاولاتها لخلق أمر واقع على الأرض". وهنا حذر غالي قائلا "إن صبر الشعب الصحراوي بدأ ينفد، وهو اليوم يقول للأمم المتحدة وللعالم، وبصوت عالٍ وواضح، إنه قد بلغ السيل الزبى. وكما حذرنا مراراً وتكراراً، فإن قوة الاحتلال المغربية تلعب بالنار، وسوف ترتكب خطأ فادحاً إذا ما استمرت في اختبار صبر الشعب الصحراوي الذي هو الآن أكثر تصميماً من أي وقت مضى على الدفاع بكل الوسائل المشروعة عن حقوقه المقدسة وتطلعاته الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال".