نفذ صباح اليوم العشرات من نشطاء المجتمع المدني ببشار تهديدهم ونظموا وقفة مطالبين برحيل كل من والي الولاية ومدير الصحة وأعضاء المجلس، بعد أن اتهموهم صراحة بالتسبب في ما تعيشه الولاية من تدهور كبير للمنظومة الصحية، نجم عنها عشرات الوفيات، فضلا عن انعدام الأدوية وتعطل وتوقف بعض الأجهزة الطبية عن العمل. تابعت مصالح الأمن بالزيين الرسمي والمدني تحركات المحتجين من بعيد، حيث لم تمنع درجة الحرارة المرتفعة العديد من نشطاء المجتمع المدني وبعض النخب الأكاديمية من التنقل من البلديات المجاورة، والوصول إلى مقر الولاية رافعين مطالب برحيل كل المسؤولين الفاشلين ومن بينهم والي الولاية، مدير الصحة، وأعضاء المجلس الولائي. وفرض عناصر الشرطة طوقا أمنيا على مداخل الولاية، في حين استمر المحتجون في ترديد عبارات تعكس الغضب الكبير التي أطلقها هؤلاء على غرار "المسؤولون في قصور والمرضى في القبور"، "الوالي ارحل"، "كفى إهانة لنا مسؤولين ارحلوا"، " مدير الصحة ارحل"، "المجلس الولائي ارحل"، "ولاية بشار تحتضر"، "تقارير مديرية الصحة مغلوطة". وأكدّ المحتجون في تصريح ل"الخبر" أن وقفتهم الاحتجاجية سلمية، فرضتها الظروف الكارثية التي تمر بها ولاية بشار، وفي مقدمتها حالات الوفيات غير المعلن عنها رسميا التي امتلأت على إثرها المقابر، مع توالي مسلسل مهازل غياب الأدوية الأساسية، تعطل جهاز السكانير وفوضى تسيير جائحة كورونا "كوفيد 19" التي انعكست على المنظومة الصحية للولاية، وتسببت في المعاناة التي يعيشها كذلك الجيش الأبيض في إشارة إلى الطاقم الطبي وشبه الطبي، الذين بدورهم تحولوا حسب المحتجين إلى ضحية كالمرضى أو المصابين الذين يعالجونهم. وناشد المحتجون السلطات العليا في البلاد لتدارك الأوضاع التي تمر بها الولاية سواء على صعيد التنمية أو على صعيد المنظومة الصحية التي عرفت تدهورا لم تعرفه من قبل.