كشف آخر تقرير صادر عن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" عن بلوغ متوسط سعر النفط الجزائري "صحارى بلند" خلال السداسي الأول من سنة 2020، نحو 40.34 دولارا للبرميل، مسجلا خسارة مقارنة بالسداسي الأول من سنة 2019 بحوالي 25.9 دولارا، حيث كان متوسط سعر النفط الجزائري قد بلغ وفق تقدير الكارتل البترولي 66.24 دولارا للبرميل. وأشار تقرير المنظمة إلى أن سعر النفط الجزائري بلغ في شهر ماي 26.31 دولارا للبرميل مقابل 40.48 دولارا للبرميل في جوان بفارق 14.17 دولارا ونسبة 53.9 بالمائة. بالمقابل، قدر متوسط سعر سلة "أوبك" خلال السداسي الأول من السنة 39.20 دولارا، بينما يبقى أغلى النفوط في سلة المنظمة هو مؤشر النفط الإماراتي "موربان" الذي بلغ معدله خلال السداسي الأول من السنة الحالية 41.82 دولارا للبرميل، يليه "جيراسول" مؤشر النفط الأنغولي الذي بلغ 40.37 دولارا. وظل متوسط سعر النفط الجزائري أعلى من المؤشر المرجعي "برنت" بحر الشمال الذي بلغ معدله السنوي خلال السداسي الأول 39.80 دولارا للبرميل، أي بفارق لصالح البرميل الجزائري 0.54 دولارا. على صعيد آخر، سجلت المنظمة تراجعا في إنتاج النفط الجزائري الذي بلغ أحد أدنى مستوياته السنوية، حيث قدر في جوان الماضي ب809 ألف برميل يوميا مقابل 819 ألف برميل يوميا في ماي، أي بفقدان 10 آلاف برميل، علما أن الجزائر تلتزم باتفاق أوبك زائد المتعلق باقتطاع جزء من الإنتاج. وقد خفضت الجزائر التي ترأس مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إنتاجها النفطي وفقا لاتفاق "أوبك+" الموقع في 12 أفريل الماضي، وتقدر الحصة الجزائرية ب200.000 برميل يوميا خلال شهري ماي وجوان وجويلية بعد اتفاق تمديد الاتفاق، ويرتقب أن تصل إلى 145.000 برميل يوميا خلال الشطر الثاني من سنة 2020. وفي نفس السياق، عرف سقف إنتاج منظمة "أوبك" تراجعا خلال شهر جوان، إذ بلغ 22,271 مليون برميل يوميا مقابل 24,164 مليون برميل يوميا في ماي. وأهم تراجع سجل هو الإنتاج السعودي الذي قدّر في جوان ب7,557 مليون برميل يوميا مقابل 8,479 مليون برميل يوميا في ماي. أما الإنتاج الإيراني، فقد عرف تراجعا طفيفا في جوان وهو الفاقد لنصف قدرات الإنتاج، حيث بلغ 1,947 مليون برميل يوميا مقابل 1,954 مليون برميل يوميا في ماي، بينما أضحى إنتاج ليبيا النفطي شبه منعدم، إذ بلغ في جوان 93 ألف برميل يوميا مقابل 80 ألف برميل يوميا في ماي، علما أن قدرات الإنتاج الليبي من النفط تتراوح ما بين 1.4 و1.6 مليون برميل يوميا، بل ويمكن أن تصل إلى حدود مليوني برميل. ونفس الأمر ينطبق على فنزويلا التي بلغ إنتاجها في جوان 356 ألف برميل يوميا مقابل 555 ألف برميل يوميا في ماي، علما أن قدرات إنتاج كاراكاس تتراوح ما بين 1.4 و 1.5 مليون برميل يوميا. وبخصوص توقعات المنظمة، أشار التقرير إلى أنه تم تعديل النمو الاقتصادي العالمي في عام 2020 إلى ناقص 3.7 بالمائة مقارنة بناقص 3.4 بالمائة في الشهر السابق، بعد تأثير أكثر وضوحا لفيروس كورونا على عدد من الاقتصاديات الناشئة والنامية. ومن المتوقع أن يعقب الانكماش الكبير في عام 2020 انتعاش في عام 2021 مع توقعات النمو الاقتصادي العالمي عند 4.7 بالمائة. من جانب آخر، تم تعديل نمو الطلب العالمي على النفط في عام 2020 بنسبة 0.1 مليون برميل في اليوم مقارنة بتقييم الشهر السابق لإظهار انخفاض بنحو 8.9 مليون برميل في اليوم. ومن المتوقع أن يتعافى الطلب على النفط جزئيًا من العام الحالي لإظهار نمو تاريخي مرتفع يبلغ 7.0 مليون برميل في اليوم.