أكد وزير العدل حافظ الاختام بلقاسم زغماتي، اليوم الجمعة بمجلس الامة، أن تغيير النظام لبناء جزائر تقضي على كل أشكال الانحراف والتسلط والاستبداد "يمر حتما عبر تغيير الدستور وتعديله ولا سبيل لذلك الا به". وأوضح زغماتي أمام أعضاء لجنة الشؤون القانونية والإدارية وحقوق الإنسان والتنظيم المحلي وتهيئة الإقليم والتقسيم الإقليمي للمجلس, أن "تغيير النظام يمر حتما عبر تغيير الدستور وتعديله ولا سبيل لذلك الا به" مضيفا أن مبادرة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون لمراجعته جاء "التزاما" لوعده أمام الشعب للسعي في اتجاه "ارساء مؤسسات الدولة الجزائرية الجديدة التي تحمى فيها الحقوق والحريات وتقضي على كافة أشكال الانحراف والتسلط والاستبداد التي طالما عانى الشعب الجزائري من ويلاتها". وجدد الوزير التأكيد على أن الغرض من تعديل الدستور هو "بناء جزائر يستعاد فيها المفهوم الحقيقي والصحيح للفصل بين السلطات وإعطاء المعارضة السياسية مكانتها في الحياة السياسية في البلاد"وارساء دولة "قائمة على مبادئ الشفافية والنزاهة والكفاءة والمسائلة تنتهى فيها جميع أشكال انحراف الادارة ويلتزم القضاء بمبادئ الشرعية والمساواة". وبد أن ذكر بأن المقترحات التي تم تقديمها لاثراء مشروع النص بلغ 5018 مقترح, أكد زغماتي بأن الهدف من المشروع هو "الابتعاد كليا عن كل اشكال الانزلاقات التي وقعت في الماضي والتي انجر عنها تحويل سلطة القرار الى قوى غير دستورية همها الوحيد تحقيق مارب شخصية ضيقة على حساب الصالح العام" نتجت عنه وضعية "سلبت فيها ارادة الشعب في جو من اللامبالاة واللاعقاب والغياب التام لممثلي السلطات العمومية مع اسكات صوت القانون كأنه لا مؤسسات في البلاد". وأضاف بالقول أن هذه "الانزلاقات الخطيرة كادت أن تعصف بالدولة وأن تؤدي الى ما لا يحمد عقباه، لكن لكل محطة رجالها ونساؤها تكتب النجاة للامة على أيديهم و نجاة الامة جاءت هذه المرة على يد الشعب الذي رفع صوته عاليا طالبا بوضع حد لهذه الانزلاقات ولن يتأتى الا بتغيير جذري للنظام" مشيرا الى أن الفاتح من نوفمبر المقبل, التاريخ الذي سيعرض فيه مشروع التعديل للاستفتاء "سيحرر فيه الشعب شهادة ميلاد للجزائر الجديدة التي أصبحنا كلنا اليوم ينتظر ميلادها ولن تطول". وفي معرض اجابته على انشغالات أعضاء مجلس الامة عقب عرض نص المشروع من قبل الوزير الاول، عبد العزيز جراد، أكد وزير العدل أنه بعد المصادقة عليه ستفتح ورشات على مستوى كل القطاعات الوزارية لإعادة النظر في مجمل النصوص على رأسها "القوانين العضوية المتعلقة بالأحزاب السياسية والانتخابات" التي يجب أن تكون موافقة للدستور الجديد الى جانب القوانين الاخرى. وبخصوص المسألة المتعلقة بمنصبي الوزير الاول ورئيس الحكومة, أوضح السيد زغماتي بأنه في حالة ما اذا أسفرت الانتخابات على أغلبية لا ينتمي اليها رئيس الجمهورية, يعين هذا الاخير رئيسا للحكومة أما اذا ما أسفرت على عدم وجود أغلبية مطلقة للمقاعد في المجلس الشعبي الوطني سيتم اللجوء في هذه الحالة الى التحالفات التي هي "فكرة غير مألوفة و سوف تكون حالة طبيعية". أما اذا تحصل حزب سياسي ما على أغلبية مقاعد البرلمان تكون له صلاحية تشكيل الحكومة. و بخصوص مسالة التجوال السياسي فقد أوضح ممثل الحكومة أن الامر يتعلق فقط بالنائب الذي يقرر التخلي عن تشكيلته السياسية والالتحاق بتشكيلة أخرى خلال سيران العهدة النيابية. وفي هذه الحالة يجرد من عضويته بقوة القانون ولا تطبق هذه الاحكام على النائب الحر الذي فاز بمقعد في المجلس (دون انتماء سياسي). وعن مسالة التدابير الخاصة ببعض البلديات التي تطرق اليها مشروع الدستور، قال الوزير أن "دولتنا مبنية على مبدأ التضامن وبالنظر الى التفاوت في التنمية والثروات بين بلدية وأخرى بحكم شساعة وطبيعة كل منطقة، وانطلاقا من مبدأ التضامن وحق الجميع في اقتسام ثروات الوطن جاءت فكرة تخصيص وضعية خاصة لبعض البلديات" مضيفا بأن هذا الاجراء يهدف الى القضاء على التمييز. كما قدم في موضوع أخر توضيحات بشأن مشاركة الجيش الوطني في مهمات بالخارج مؤكدا بأن مهمة الجيش خارج الحدود تنحصر في الحفاظ على السلم وليس المشاركة في حرب.