دق المجتمع المدني ببلدية الشهبونية جنوبي المدية ناقوس الخاطر من تفاقم وباء اللشمانيوز الذي بعد أن تمكنت الجهات الوصية من محاصرته في السنوات الماضية ها هو يعود هذه الأيام ويثير الرعب في أوساط السكان بعد تسجيل عشرات الحالات من المصابين بالداء . وسجلت دائرة الشهبونية التي تضم عبر إقليمها بلديات الشهبونية، البواعيش وبوغزول لوحدها في الأيام الماضية عشرات الحالات من المؤكدة والمشتبه فيها من المصابين بداء الليشمانيوز وقد اجتاحها السنة الماضية وأحصت وقتها المصالح الطبية أكثر من 200 حالة كما عرفت ذروة الوباء 3000حالة سنة 2005 وقد تم التكفل بهم آنذاك بعد تحرك المصالح الطبية التي اتخذت عدة إجراءات للعلاج ومحاصرته. وترجع أسباب تفشي هذا الوباء حسب المنسق الجهوي للبيئة والتراث والتنمية البشرية عمر جرادنية، المهتم بمتابعة تفشي وانتشار هذا الداء منذ سنوات طويلة أن داء الليشمانيوز هو مرض طفيلي معدي، وخطير تنقله بعوضة صغيرة تدعى الفليبتوم التي تعيش في المناطق المعتدلة والحارة، وتبقى أنثى البعوض منها هي المسؤولة على نقل الداء، وهي تتغذى من دم الكلاب والذئاب والثعالب وفئران الحقول التي تعتبر الناقل الرئيسي لداء اللشمانيا... ويضيف المنسق الجهوي أن الجمعية تلقت شكاوي الموالين بمنطقة الكاف الأصفر جراء الهجومات المتكررة للكلاب المتشردة على مواشيهم ، وانتشار تربية المواشي داخل المحيط العمراني، وتسرب مياه الصرف الصحي بحي 271 بشكل ملفت للانتباه وما انجر عنه من انبعاث شديد للروائح الكريهة وتجمع البعوض والكلاب، وحتى الطيور المهاجرة حول البرك التي أحدثتها الثقوب المتسربة من القناة الرئيسية. كما ساهم العطب الذي تعرفه قنوات الصرف بوادي الطويل منذ سنوات في تعجيل ظهور هذا الوباء وعليه ناشد المنسق الجهوي للجمعية عمر جرادنية والي ولاية المدية التدخل العاجل والتضامن مع مناطق الظل التي ضربها الوباء ولن يتم القضاء عليه إلا بتكاتف الجهود من مديرية الصحة والبيئة والفلاحة والمياه والتطهير والسلطات المحلية والمواطنين حتى يتم القضاء على هذا الداء من جذوره.