تعتزم الصين فرض ضوابط جديدة تستهدف الحد من نفوذ شركات الانترنت الكبرى لديها. وتشير هذه الضوابط إلى وجود عدم ارتياح متزايد في بكين إزاء تنامي نفود المنصات الرقمية. وقد تؤثر القوانين الجديدة على شركات التكنولوجيا العملاقة المحلية مثل "علي بابا" و "آنت غروب" و "تنسنت"، بالإضافة إلى منصة توصيل الوجبات الغذائية "ميتوان". تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا إلى الحد من سلطة شركات الانترنت العملاقة. وقد انخفضت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الصينية بشكل حاد بعد نشر الضوابط المقترحة يوم الثلاثاء. وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي يستعد موقعي "جيه دي دوت كوم" و "علي بابا" لمناسبة "يوم العزاب"، الذي يشهد تخفيضات سنوية على المبيعات الالكترونية. وهذا هو الحدث الأكبر في السنة بالنسبة للموقعين. واستمرت مبيعات الأسعار المخفضة اليوم الأربعاء، مع توجه "علي بابا" و"جيه دي دوت كوم" و "تنسنت" و "شياومي" و "ميتوان" نحو مزيد من التخفيض في الأسعار. ما الذي تفعله القوانين؟ ستحاول مسودة القوانين المؤلفة من 22 صفحة والصادرة عن إدارة الدولة لضبط السوق للمرة الأولى أن تحدد السلوك المناهض للمنافسة بالنسبة لقطاع التكنولوجيا. وستحاول القوانين الجديدة منع الشركات من مشاركة بيانات حساسة عن المستهلكين، والعمل كفريق من أجل إخراج المنافسين الأصغر من السوق والبيع بخسارة من أجل القضاء على المنافسين. وستضيق القوانين الخناق أيضا على المنصات التي تجبر الشركات على الدخول في ترتيبات حصرية، وهو أمر تُتهم به "علي بابا" من قبل تجار ومنافسين. وستستهدف القوانين أيضا الشركات التي تعامل الزبائن بصورة مختلفة بناء على بياناتهم وعاداتهم الشرائية. وتسعى إدارة الدولة لضبط السوق إلى الحصول آراء الجمهور وتقييمهم بشأن التوجيهات الخاصة بمكافحة الاحتكار حتى نهاية هذا الشهر. ما مدى هيمنة هذه الشركات؟ يهيمن موقعا "علي بابا" و "جيه جي دوت كوم" على سوق البيع بالتجزئة على الإنترنت في الصين، حيث يستحوذ الإثنان معا على حوالي ثلاثة أرباع التجارة الإلكترونية في الصين. وفي سبتمبر/آيلول الماضي، تباهى موقع "علي بابا" بأن لديه 881 مليون مستخدم شهري فاعل من الهواتف النقالة- أي أكثر من نصف عدد سكان الصين. وأثارت بكين مخاوف أخرى حول شركة "آنت غروب" التابعة لشركة "علي بابا"، التي سحبت طرح أسهمها في البورصة الأسبوع الماضي بعد أن أثارت الجهات التنظيمية مخاوف بشأن النفوذ المتزايد لشركات الإقراض على الإنترنت وكيف يمكن أن تؤثر على النظام المالي الأوسع. وكان يفترض أن تكون عملية طرح الأسهم في السوق الأكبر من نوعها في العالم. وتحتفظ شركة "آنت غروب" بحوالي 1.3 مليار مستخدم، معظمهم في الصين، حيث تدير "عليباي"، وهو نظام الدفع الرقمي السائد في البلاد. وقد تخضع شركة "تنسنت"، التي تملك نظام دفع منافسا وتعتبر أيضا أكبر شركة للألعاب الالكترونية في العالم، للتدقيق. هل هو توجه عالمي؟ إذا كان لدى السلطات الصينية مخاوف من النمو الهائل لبعض المنصات على الإنترنت، فإنها ليست وحيدة في ذلك. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي عن تهم تتعلق بمكافحة الاحتكار ضد شركة أمازون، التي يتهمها بإساءة استغلال نفوذها في السوق في ألمانيا وفرنسا. في غضون ذلك، تتخذ السلطات الأمريكية إجراء قضائيا ضد هيمنة غوغل كمحرك بحث على الانترنت. ووصفت وزارة العدل الأمريكية الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا بأنها "حارسة احتكار الإنترنت". وهذه أكبر دعوى قضائية لمكافحة الاحتكار في الولاياتالمتحدة منذ الدعوى التي رفعت ضد شركة مايكروسوفت في أواخر التسعينيات من القرن الماضي. &