تلقى مؤخرا رؤساء مختلف المصالح الطبية الموزعة على جميع المؤسسات الإستشفائية المتواجدة عبر الوطن، تعليمات جديدة من قبل الإدارة المسيرة، تقضي برفع الحظر الذي كان مفروضا على منح العطل الخاصة بالأطباء والممرضين، وحتى الإداريين، حيث تقرر تمكين أصحاب المآزر البيضاء من عطلهم المتأخرة حسب طلباتهم، وذلك بناء على الاستقرار النسبي المسجل في الوضعية الوبائية للبلاد والتراجع الملفت لحالات الإصابة بفيروس كورونا في الأسابيع القليلة الماضية. وقد شرع مؤخرا رؤساء العديد من المصالح، خاصة تلك المجندة لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجد، في استقبال طلبات الاستفادة من العطل الخاصة بالطواقم الطبية وشبه الطبية، والموافقة عليها وفق رزنامة زمنية تضمن عدم التأثير على المصالح التي يعملون بها، واستمرار التكفل الجدي بالمرضى الواقعين تحت دائرة اختصاصهم، الأمر الذي استحسنه المعنيون بالنظر إلى الإجهاد الكبير والإرهاق المتزايد الذي لحق بهم نتيجة حرمانهم من حقهم القانوني في العطلة، بأوامر فوقية من الوزارة الوصية استدعتها الأزمة الصحية غير المسبوقة التي تعيشها البلاد، على غرار باقي دول العالم منذ أزيد من سنة مضت. ومن المقرر أن يستغل الأطباء والممرضون التدابير الجديدة لأخذ قسط من الراحة في إطار عطلهم المتأخرة، تحسبا لأي سيناريوهات محتمل حدوثها في المستقبل المنظور، خاصة وأن عدوى هذا الداء لا تزال مستمرة، فضلا عن ظهور سُلالات جديدة وخطيرة في بعض المناطق بالعالم، وبالتحديد بريطانيا وجنوب إفريقيا، الأمر الذي يجعل إمكانية ارتفاع أعداد الإصابات أمرا واردا في أوقات لاحقة، لاسيما وأن عملية التلقيح تسير بخطة السلحفاة نتيجة التأخر الفادح الذي تورطت فيه الجهات المسيرة للملف لاقتناء اللقاح المناسب، باعتبار أن الجزائر لم تتحصل لحد الساعة سوى على شحنة أولية من لقاح " سبوتنيك في" الروسي، تقدر ب50 ألف جرعة، تم توزيعها على 20 ولاية، في انتظار وصول شحنات أخرى بشكل دوري. وفي هذا الإطار، كشف الدكتور يوسف بوخاري، الناطق الرسمي باسم مديرية الصحة بوهران، في تصريح أدلى به ل "الخبر"، أمس، عن تواصل حملة التلقيح الجارية منذ أيام لاستهداف الأطقم الطبية وشبه الطبية العاملة بالولاية المعرضين بشكل أكبر للعدوى، إذ تم لحد الساعة تلقيح 100 شخص ما بين طبيب وممرض في المؤسسة الإستشفائية 1 نوفمبر 1954، مقابل 50 في المركز الاستشفائي الجامعي الدكتور بن زرجب، و75 بالقطاع الصحي التابع لمنطقة الصديقية، و35 بالقطاع الصحي السانيا، بالإضافة إلى 25 جرعة استفادت منها بالتساوي الأطقم العاملة على مستوى مستشفى الشرطة، والقطاعات الصحية التابعة لمناطق وادي تليلات، وبوعمامة، وعين الترك، وبوتليليس، وجبهة البحر، بينما تم إحصاء تلقيح 10 حالات في القطاع الصحي الغوالم.