تمكنت المقاومة الفلسطينية من إرباك المحتل الصهيوني، بعد انهيار "أسطورة" نظام القبة الحديدية الإسرائيلية التي فشلت في اعتراض صواريخ المقاومة التي لم تقف هذه المرة عند حدود مناطق الغلاف القريبة من قطاع غزة المحاصر، بل طالت عمق إسرائيل، مستهدفة تل أبيب وبئر السبع وديمونا وأسدود. وتجاوزت صواريخ المقاومة الفلسطينية حاجز ال100 كيلومتر، موقعة إصابات وقتلى في صفوف المستوطنين الإسرائيليين وأضرارًا جسيمة في المستوطنات والباصات والتجمعات الخاصة بالجنود والمستوطنين على حد سواء، في المناطق التي طالها القصف الصاروخي للمقاومة. وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، عن شنها هجوما صاروخيا مكثفا على بطارية لمنظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية للدفاع الجوي، مؤكدة على موقعها الإلكتروني أنها "استهدفت منصة القبة الحديدية في منطقة نير اسحاق في المناطق الشرقية لجنوب قطاع غزة بعدة صليات صاروخية مكثفة ومركزة". وحاولت إسرائيل التقليل من وطأة الصدمة، من خلال زعمها أن فشلها في اعتراض الصواريخ القادمة من قطاع غزة، ضد المستوطنات والمدن الإسرائيلية، كان بسبب خلل فني في المنظومة، دون توضيح نوعية هذا الخلل. وأثار إخفاق منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، في صد صواريخ المقاومة، الشكوك حول ما إذا كان بإمكان الجيش الإسرائيلي صد موجة هجمات صاروخية جديدة. وأفادت تقارير إعلامية نظام الدفاع الصاروخي يمر الآن بأقسى اختبار له منذ عقد، على اعتبار أن تل أبيب كانت تستبعد تعرضها لمثل هذا السيناريو الذي تعيشه هذه الأيام، ففي يوم واحد فقط سقطت صواريخ حماس على مدن قريبة من قطاع غزة أكثر من السنوات السابقة، وليس من دون خسائر بشرية ومادية، مثلما كان الحال في السابق. وأشارت التقارير إلى أن المقاومة الفلسطينية وجدت نقطة ضعف في نظام الدفاع الصاروخي، ونجحت في اختراق دفاعات القبة الحديدية ببساطة عن طريق تحميلها بكثير من الأهداف غير المكلفة، ورغم كل مزايا القبة الإسرائيلية، فهي مثل أي نظام دفاع جوي ودفاع صاروخي، أداؤه الناري ومخزونه من الذخيرة الجاهز للانطلاق الفوري محدود. ولم يعد نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي الذي صمم على وجه التحديد لتأمين المناطق المحتلة من تهديدات صواريخ المقاومة، تلك الأسطورة التي قيل إن فاعليتها القتالية في السنوات السابقة تجاوزت 90 في المائة، فخلافا لما جرى في السابق حيث كانت قادرة على صد عمليات إطلاق فردية لصواريخ محلية الصنع صغيرة من قطاع غزة الفلسطيني، صار عليها اليوم اعتراض رشقات من مئات الصواريخ ذات الرؤوس الحربية المعتبرة، وفق ما تضيف التقارير. وقالت كتائب القسام إنها استخدمت لأول مرة "تكتيكاً خاصاً بإطلاق صواريخ "السجيل" ذات القدرة التدميرية العالية في دك عسقلان، ونجحت في تجاوز القبة الحديدية لتوقع في صفوف العدو قتلى وجرحى رداً على استهداف البيوت الآمنة".